درعا – محجوب الحشيش

تراجعت نسب نجاح محصول تجذير الزيتون في درعا هذا الموسم مقارنة بالأعوام السابقة، وكانت العوامل الجوية المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة السبب الأبرز في تدني النسبة، في حين أرجع بعض المزارعين أسباب الضعف لفاعلية الأدوية وهرمون التجذير.

ورغم عدم نجاح التجذير هذا الموسم، شهدت غراس الزيتون انخفاضًا في أسعارها مقارنة بالعام الماضي.

عوامل لفشل الموسم

لم تتعدَّ نسبة نجاح التجذير لدى أحمد الحشيش، أحد مزارعي بلدة تل شهاب، 10%، إذ نجحت لديه 10,000 من أصل 100,000 غرسة زرعها في بيته البلاستيكي بداية الموسم.

وأرجع المزارع سبب الفشل إلى تقلبات الحرارة، ما أدى إلى عفن في الجذور، كما لم تفلح المبيدات الفطرية في إنقاذ موسمه.

وشكّك أحمد بفاعلية المادة الهرمونية التي يستخدمها المزارعون بعد خلطها بالكحول في نقع أقلام الزيتون.

من جانبه، قلّل المهندس خلدون أبو دياس من أن يكون فساد الهرمون سببًا في فشل الزراعة، مرجعًا السبب الرئيس إلى العوامل الجوية وارتفاع درجات الحرارة.

خلدون، هو أيضًا صاحب مشتل لتجذير الزيتون ونجحت لديه 150,000 غرسة من أصل 400,000.

وأوضح أن الحرارة يجب أن تكون في أثناء مرحلة التجذير أقل من 17 درجة مئوية، مشيرًا إلى أن درجات الحرارة خلال هذا الموسم تجاوزت 23 درجة مئوية.

وخلال فترة الزراعة، وهي المرحلة الأخيرة التي ترحّل فيها الأقلام من البيت البلاستيكي إلى الحقل لزراعتها في أكياس، يجب أن تكون الحرارة أقل من 25 درجة، إلا أنها وصلت إلى 32 درجة مئوية، ما سبب فشلًا في شتل الغراس لدى المزارع أحمد الحشيش.

ويمرّ تجذير الزيتون في مراحل متعددة، تبدأ بقصّ الأغصان من شجر الزيتون على شكل أقلام بطول ما بين 20 إلى 30 سنتمترًا، ومن ثم زراعتها في بيوت بلاستيكية بعد تجهيز أحواض داخلها معبأة بـ”الخفان” ومخلفات الأبقار وتركها ما يقارب 40 يومًا حتى تتجذر، ومن ثم تُرحّل من البيت البلاستيكي، وتُزرع في أكياس بلاستيكية.

توصيات للمزارعين

المهندس الزراعي خالد الحشيش، وهو مدير مشتل حكومي سابق، قال إن أمراض تعفّن الجذر هي التحدي الأكبر في نجاح نسب التجذير من عدمه.

ويوصي المهندس المزارعين بالمواظبة على رش المحصول بالمبيدات الفطرية على مواعيد دقيقة ونسب محددة في سقاية المحصول، وتجنب حدوث الرطوبة العالية التي تؤدي إلى تعفن الجذر.

ودعا إلى المحافظة على درجة معينة من الحرارة، في حدود 28 درجة، مفضلًا تظليل البيوت البلاستيكية.

وأشار المهندس الزراعي إلى أن نسب النجاح تختلف باختلاف صنف الزيتون.

وتعتبر أهم أصناف الزيتون في درعا “الكلمتا” و”أبو شوكة” و”القيسي” و”النبالي” و”المصعبي” و”الماوي” و”الرومي”.

الأسعار تخيّب آمال المزارعين

بالتوازي مع انخفاض نسبة إنتاج الغراس، انخفض سعر شتلة الزيتون من 30,000 ليرة سورية (نحو ثلاثة دولارات أمريكية) في العام الماضي، إلى 5000 ليرة سورية (ما يعادل نصف دولار)، إذ يبلغ سعر صرف الدولار الواحد نحو 10,000 ليرة سورية.

عاهد الزعبي، مدير زراعة درعا، قال ل، إن الأسواق لم تعد تشهد تصديرًا لشتلات الزيتون، سواء إلى العراق ولبنان كما كان يحدث سابقًا، إذ كانت المشاتل الحكومية والقطاع الخاص تصدّر كميات كبيرة سواء إلى دول الجوار أو حتى إلى المحافظات السورية.

المزارع أحمد الحشيش قال إن محافظتي حماة وإدلب أصبح فيهما مشاريع تجذير، ما أدى إلى استغنائهما عن استيراد هذه الشتلات.

وأرجع مدير الزراعة، الزعبي، الأسباب إلى حالة الجفاف التي شهدتها المحافظة، والتي أدت إلى إقلاع المزارعين عن الزراعة وهو ما عزز حالة الكساد.

المهندس خلدون أبو دايس، قال، إنه بعد سقوط النظام السوري السابق، تعرضت بعض المشاتل للسرقة من قبل لصوص، وباعوا الغراس بسعر قليل متسببين بانخفاض أسعارها.

المشاتل العامة خارج الإنتاج

قال مدير الزراعة، عاهد الزعبي، إن مشتل تل شهاب الرئيس لزراعة شتلات الزيتون ومشتل نهج خرجا عن الخدمة بعد جفاف مياه الآبار في هذه المشاتل.

وكان مشتل تل شهاب ينتج ما يقارب المليون غرسة في العام، توزع على المزارعين في سوريا وتصدّر كميات منه إلى لبنان والعراق.

وتعرض المشتل للسرقة والتخريب، في عام 2012، إلا أن مجموعة من المهندسين والفنيين والعمال استطاعوا ترميمه مجددًا عام 2014.

وبعد دعم من منظمة دولية أنتج المشتل ما يقارب المليون غرسة منها 600 ألف غرسة زيتون.

وبعد سيطرة النظام السابق على المنطقة، في تموز 2018، أخرجت مديرية الزراعة حينها المشتل عن الخدمة وأصبح عبارة عن صحراء قاحلة ومرعى للمواشي.

وانخفض عدد أشجار الزيتون في المحافظة إلى ثلاثة ملايين شجرة من أصل ستة ملايين قبل عام 2011، بحسب مدير زراعة درعا.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.