موقف الأخضر السعودي.. محرج! –
عروة قنواتي
لم يكن أشد المتشائمين بنتائج المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، وأشد المعارضين للتعاقد مع المدرب الإيطالي المخضرم روبيرتو مانشيني، يتوقع أن تكون بداية التصفيات المؤهلة لمونديال 2026 بهذا الشكل وضمن الأداء المحير والعجيب، والسهولة البحتة في إهدار النقاط والطاقة.
ونحن على بعد شهر ونصف تقريبًا من ذكرى فوز الأخضر السعودي على التانغو الأرجنتيني في افتتاح مباريات المنتخبين بمونديال قطر 2022، لا يبدو المشهد مطمئنًا لجماهير ومتابعي الكرة السعودية والعربية، فحال كبار القارة لا يبدو جيدًا، والهبوط الفني والتكتيكي الذي بانت معالمه في بطولة أمم آسيا للرجال مطلع العام الحالي، والخروج من إقصائيات البطولة، يُترجَم حاليًا في التصفيات من خلال انتصار بشق الأنفس على الصين، وتعادل مخيّب للآمال أمام إندونيسيا في أرض المملكة، وهزيمة متوقعة على يد الساموراي الياباني قبل أيام في المملكة بهدفين دون رد، بمجموع 4 نقاط من 9، مسجلًا ثلاثة أهداف في شباك الصين وإندونيسيا، فيما زارت شباكه أربعة أهداف، الثالث في مجموعته بعد أستراليا بـ4 نقاط واليابان المتصدرة بـ9 نقاط، وخلفه البحرين بـ4 نقاط، وتبقى إندونيسيا في المركز ما قبل الأخير بـ3 نقاط، وأخيرًا الصين دون نقاط، وبالطبع ما زال مشوار التصفيات طويلًا.
ضجيج هائل سبق لقاء المنتخب الياباني من ناحية الاستعداد والتجهيز إعلاميًا ورسميًا وجماهيريًا، وضجيج عشوائي أعقب المباراة مع تضارب الآراء بين من شاهد الأخضر رغم الهزيمة وقد قدم أفضل أداء له في التصفيات حتى الآن، وبين من طالب إدارة المنتخب بمعرفة حدودها وتحضير الأفضل لبقية المباريات، وبين من طالب بعزل السيد مانشيني فورًا على أن تجديد الثقة فيه مضيعة للوقت، وبين من وجّه النصح بضرورة إعادة السيد هيرفي رينارد الفرنسي الذي قاد المنتخب في المونديال، وأظهر هوية جديدة للأخضر السعودي في أرض الملعب، حيث كان قد تم فسخ العقد بين الطرفين في العام الماضي برغبة السيد رينارد، الذي كان قد رسم طريقًا جديدًا لنفسه مع منتخب فرنسا للسيدات بكرة القدم، وها هو قد تقدم باستقالته من المشروع مبكرًا، لمَ لا يعود فعلًا؟
تابعت بعد نهاية مباراة السعودية واليابان مقابلة اللاعب علي لاجامي مع إحدى المحطات العربية، وقد كان متضايقًا من الحوار السريع، وكاد أن يتصادم مع المراسل، طالبًا منه أن يفهم كرة القدم أكثر، ومدافعًا عن أداء المنتخب امام اليابان رغم الهزيمة، وبأن المنتخب يتقدم بأدائه وفعاليته ومن الطبيعي أن يواجه الهزائم والتعادلات.
أتفهم حالة اللاعب لاجامي بعد الخسارة، وبأن الحوارات السريعة قد تكون ضاغطة على نفسية بعض اللاعبين والمدربين أيضًا، ولكن السؤال الأهم، وقبل أن تدور الكرة في مواجهة الشقيق البحريني يوم الثلاثاء المقبل في الجولة الرابعة للتصفيات، هل الأخضر السعودي يتقدم فعلًا؟
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي