في مقابلة مع صحيفة “معاريف” العبرية نُشرت اليوم الثلاثاء، استعرض المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء إسحاق رابين، ورئيس مجلس إدارة أكاديمية رامات جان حاليا، وباحث أول في مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية، جاك نيريا، الأحداث الأخيرة في لبنان وتداعياتها على توازن القوى الإقليمي.
ـ إيران ترسم خطاً أحمر في لبنان
أحدثت الأحداث الأخيرة في لبنان تغييراً جذرياً في النهج الإيراني: ابتداءً من يونيو/حزيران 2025، أدركت إيران أن مشروع نزع سلاح حزب الله أصبح واقعا تحت ضغط الولايات المتحدة، وأن الوقت قد حان للتدخل.
وكان أول من أطلق شرارة هذه الحملة علي أكبر ولايتي، المستشار الأعلى للمرشد علي خامنئي، إذ أعلن ولايتي أن إيران “تعارض تماما” نزع سلاح حزب الله.
ووصف قرار الحكومة اللبنانية بأنه “حلم لن يتحقق” وسياسة تُمليها الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأضاف أن إيران ستواصل دعمها “للشعب اللبناني والمقاومة”، كما رفض حزب الله خطة الحكومة اللبنانية لنزع السلاح، واصفا إياها بـ”الخطيئة الكبرى”، ومتعهداً بتجاهلها.
وبحسب نيريا، فقد أعقب تصريح ولايتي زيارة مرتجلة لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى لبنان في 3 يونيو/حزيران. وأوضح نيريا أن “عراقجي وصف قضية نزع السلاح بأنها “مسألة لبنانية داخلية”، وأكد دعم إيران غير المشروط لحزب الله، وانتقد خطة الحكومة اللبنانية لنزع السلاح ووصفها بأنها “خطأ فادح”.
ومع ذلك، يرى أن الحدث الذي يُظهر بوضوح عمق الخلاف بين إيران ولبنان حدث في أغسطس/آب الجاري.
حيث قال: “لكن الحدث الذي يُظهر بوضوح اتساع الهوة بين إيران ولبنان كان زيارة رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني، (13 أغسطس/آب)، التي جاءت عقب قرار الحكومة اللبنانية مطالبة الجيش بتقديم خطة بحلول نهاية أغسطس/آب لتنفيذ قرارها بنزع سلاح حزب الله.
وهي عملية يُفترض أن تُنجز بحلول نهاية عام 2025، واستقبل أنصار حزب الله لاريجاني استقبالا حافلا لدى توجهه من المطار للقاء مسؤولين لبنانيين.
وعقد لاريجاني اجتماعين اتسما بالتوتر مع الرئيس عون ورئيس الوزراء نواف سلام.
وأظهرت لغة الجسد في الصورة المقابلة عمق المواقف بين الجانبين، وأعرب لاريجاني عن دعمه للحكومة اللبنانية وأشاد بدور “المقاومة”، لكنه كان متساهلا في مسألة نزع سلاح حزب الله.
وكان موقف لاريجاني مختلفا عندما التقى في السفارة الإيرانية ببيروت بالأمين العام لحزب الله ومنظمات أخرى تابعة لإيران.
وبعد هذا اللقاء، أعلن نعيم قاسم استعداد حزب الله لخوض معركة كتلك التي خاضها الحسين بن علي عام 680 في كربلاء، والتي انتهت بتضحيته مع 70 فردا من عائلته وحاشيته.
ووصف ناريا ذلك قائلا: “حتى أن نعيم قاسم لوّح بحرب أهلية لو كان ذلك خياره”.
وبحسب قوله، فإن رسالة حزب الله واضحة: “سيقاتل حزب الله حتى النهاية إذا لزم الأمر، ولن يقبل أي إملاءات من الحكومة التي يكرهها، أمر واحد مؤكد، فبينما أصبحت مخاطر الحرب الأهلية واردة، يتفق معظم المراقبين اللبنانيين على أن زيارة لاريجاني غيّرت موازين القوى في لبنان، والآن، أصبح الأمر صراعا مباشرا بين الولايات المتحدة وإيران، ويبدو أن هذا جزء من المفاوضات المقبلة التي من المقرر أن تُجرى في وقت ما بين طهران وواشنطن”.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية