ميقاتي لـ”الشرق”: لبنان أمام فرصة ذهبية وهذه تحديات الحكومة
![](https://sharqakhbar.com/wp-content/uploads/2025/02/vVVghph1jO_1739053182-780x470.jpg)
قال رئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي، في مقابلة مع “الشرق” بعد ساعات من تقديم استقالته، إن الحكومة الجديدة مطالبة بإثبات قدرتها على مواجهة تحديات الوضع بجنوب لبنان والأزمة الاقتصادية، معتبراً أن لبنان أمام “فرصة ذهبية” لإنهاء المعاناة المستمرة منذ عقود.
وأوضح ميقاتي أن تشكيل الحكومة الجديدة “دستوري، ويراعي التوافق الطائفي والميثاق اللبناني”، ولفت إلى ضرورة تكاتف الجميع لإنجاز ما يمكن تحقيقه بأسرع وقت ممكن، محذراً من أن “الأمور ليست بالسهولة المطلوبة”.
ونبه أن الحكومة الجديدة ستبقى في موقعها “حتى الانتخابات النيابية المقبلة بعد 14 شهراً”، واعتبر أن ما ينقص لبنان هو “تضامن الشعب حول رؤية واحدة”، قائلاً إنه “لا يمكن تخوين لبناني والإشادة بلبناني آخر، لأن الجميع في مركب واحد، وعلينا النظر والعمل سوياً”.
أبرز التحديات
ويرى ميقاتي أن أبرز التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة تكمن في الوضع بجنوب لبنان وتطبيق القرارات الدولية وأهمها القرار 1701، والتطورات على الحدود الشرقية، بالإضافة إلى الأمور الاقتصادية كإعادة هيكلة المصارف والنظر في ودائع اللبنانيين.
ويدعو القرار 1701 الصادر من مجلس الأمن الدولي عام 2006 إلى وقف الأعمال القتالية في لبنان لإنهاء “الحرب الثانية” مع إسرائيل، وينص على سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية وحصر السلاح في يد الدولة.
ويشهد لبنان منذ 2019 انهياراً اقتصادياً صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم، ويُعتبر الأسوأ في تاريخ البلاد، وتزامن ذلك مع أزمة سيولة حادة وقيود مصرفية مشددة منعت المودعين من الوصول إلى مدّخراتهم العالقة.
ونبه ميقاتي أن الحكومة الجديدة “أمامها فرصة للانخراط الدولي لإصلاح الأوضاع الداخلية والخارجية”، وتابع: “يجب أن تُبرهن الحكومة أنها على قدر المسؤولية، وتواجه تحديات الأوضاع الحالية، والقيام بالإصلاحات الضرورية التي وضعنا أسسها، وتعطي ما لديها من أجل إنقاذ البلد”.
وتابع: “اليوم نحن أمام فرص، ولكن لسوء الحظ على مدار العقود الماضية، كان لبنان ملكاً في تضييع الفرص، وندائي اليوم ألا نضيع هذه الفرصة خاصة بوجود الرئيس جوزاف عون ووزراء مشهود لهم بالخبرة والمصداقية والنزاهة”.
ولفت ميقاتي إلى أن حكومته أرست “أسس الإصلاحات المطلوبة”، وأنها لم ترسل مشروعات القوانين الخاصة بها إلى المجلس النيابي لاعتقاد البرلمان أن الحكومة لتصريف الأعمال فقط في ظل غياب رئيس للجمهورية وقتها.
الانسحاب الإسرائيلي
وأوضح ميقاتي أنه تحدث مع نائبة مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط مورجان أورتاجوس، عن ملف جنوب لبنان فقط، لأن الولايات المتحدة مسؤولة عن الإشراف على تنفيذ قرار 1701 والآلية المتفق عليها فيما يتعلق بوقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي.
وتابع: “أبلغتها بأنه يجب على العدو الإسرائيلي الانسحاب من جنوب لبنان بالكامل، ومن ثم النظر في الخط الأزرق، وإزالة أي عقبات لكي نصل إلى الهدنة التي تم توقعيها في العام 1949، ثم العمل الجاد لاستقرار طويل المدى في الجنوب”.
وتوصلت إسرائيل ولبنان، نوفمبر الماضي، إلى هدنة تقضي بانسحاب إسرائيل تدريجياً من جنوب لبنان خلال 60 يوماً، وسحب جماعة “حزب الله” مقاتليها وأسلحتها، على أن تنتشر قوات الجيش اللبناني في المنطقة، وذلك قبل أن يتم تمديد الاتفاق حتى 18 فبراير الجاري.
وعن مستقبله السياسي بعد تشكيل الحكومة الجديدة، قال ميقاتي: سأستمر في العمل العام، ولكن سأكون داعماً للشعب اللبناني في الوقت المناسب والقرار المناسب وسأكون معارضاً لأي شيء يُعارض المصلحة اللبنانية العليا”.