نائب أميركي: ناقشت مع الشرع رفع العقوبات والسلام مع إسرائيل

قال عضو الكونجرس الأميركي كوري ميلز إنه إنه قام بزيارة إلى دمشق الأسبوع الماضي في مهمة غير رسمية وأجرى محادثات مع الرئيس السوري أحمد الشرع، بشأن شروط رفع العقوبات الاقتصادية، وإمكانية تحقيق السلام بين سوريا وإسرائيل، بحسب “بلومبرغ”.
وأضاف النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا أنه يعتزم، فور عودته إلى الولايات المتحدة، إطلاع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي تربطه به علاقة وثيقة، ومستشار الأمن القومي مايك والتز على نتائج زيارته، التي نظمتها مجموعة من الأميركيين السوريين المؤثرين، مشيراً إلى أنه سينقل رسالة من الشرع إلى ترمب، دون الكشف عن فحواها.
ولم يصدر أي تعليق فوري من البيت الأبيض بهذا الشأن.
وتسعى المجموعة السورية الأميركية إلى الضغط على الإدارةالأميركية لرفع العقوبات المشددة المفروضة على سوريا في عهد الرئيس السوري السابق بشار الأسد، الذي أُطيح به في ديسمبر بعد هجوم لفصائل المعارضة بقيادة الشرع.
وأوضح ميلز (44 عاماً) أنه عقد جلسة مطولة استمرت 90 دقيقة مع الشرع، ناقش خلالها ما تتوقعه الولايات المتحدة من خطوات كي تنظر إدارة ترمب في تخفيف أو رفع العقوبات، التي تستهدف كل من يتعامل مع الحكومة السورية، باستثناء الأغراض الإنسانية.
ويأمل الشرع في تخفيف العقوبات لإنعاش الاقتصاد السوري المنهار وجذب الاستثمارات الأجنبية، في وقت تُقدّر فيه تكلفة إعادة الإعمار بعد سنوات الحرب بما يصل إلى 400 مليار دولار.
مطالب أميركية
وقال ميلز إنه أخبر الشرع بضرورة ضمان تدمير أي أسلحة كيميائية متبقية من عهد الأسد، والتنسيق في المبادرات لمكافحة الإرهاب بما في ذلك مع حلفاء أميركيين مثل العراق المجاور.
وأشار ميلز إلى أنه ينبغي على الشرع توضيح كيف يعتزم التعامل مع المقاتلين الأجانب، الذين لا يزالون في البلاد، وتقديم ضمانات لحليفة الولايات المتحدة، إسرائيل، التي لا تثق بالرئيس السوري وتعارض رفع العقوبات.
وكانت إسرائيل شنت عدة غارات جوية على منشآت عسكرية سورية منذ أن تولى الشرع السلطة، وسيطرت على نقاط استراتجية جنوب غرب دمشق.
وأفاد ميلز بأن الشرع أبدى استعداداً لمعالجة المخاوف الأميركية، وأوضح له أن سوريا مهتمة بالانضمام إلى “اتفاقات إبراهام” في حال تهيئة الظروف المناسبة، وهي الاتفاقات التي شهدت تطبيع العلاقات بين الإمارات ودول عربية أخرى مع إسرائيل خلال ولاية ترمب الأولى.
تجدر الإشارة إلى أن سوريا مدرجة في القائمة الأميركية “للدول الراعية للإرهاب” منذ عام 1979.
ووصف ميلز محادثاته مع الشرع بأنها كانت “إيجابية”، مشيراً إلى أنه أجرى أيضاً محادثات مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني. وأضاف أنه “متفائل بحذر ويسعى للحفاظ على الحوار المفتوح”.
ومضى قائلاً: “في وقت ما كانت ألمانيا واليابان عدوين لنا، لكن يجب علينا أن نتجاوز ذلك إذا أردنا تحقيق الاستقرار في سوريا”.
وتابع ميلز، الحاصل على ميدالية النجمة البرونزية التي تمنح لأفراد بالقوات المسلحة الأميركية، والمتعاقد الأمني السابق والذي انتخب لولاية ثانية في الكونجرس العام الماضي: “قلت له (الشرع) دعنا نتحدث جندياً لجندي: الانتقال من ساحة المعركة إلى الحكم انتقال صعب جداً”.
مخاوف بشأن الإدارة الجديدة
وفي حين سافر عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين ومساعد وزير الخارجية الأميركي في عهد الرئيس السابق جو بايدن إلى دمشق للقاء الشرع بعد الإطاحة بالأسد، لا تزال هناك مخاوف بشأن الطريقة التي سعى بها الشرع وحلفاؤه لتركيز السلطة ومعاملتهم للأقليات، وفق “بلومبرغ”.
ورجحت “بلومبرغ” أن احتمال إعادة دمج سوريا في المجتمع الدولي أصبح “أكثر غموضاً” بعد تنفيذ حكم الإعدام في مارس بحق مئات المدنيين من الطائفة العلوية التابعة للأسد، التي كانت تهيمن على سوريا سابقاً.
وتأتي زيارة ميلز بعد إعلان مسؤولين أميركيين، في وقت سابق هذا الشهر، أن إدارة ترمب تهدد باتخاذ موقف متشدد مع الحكومة السورية الجديدة، ما لم تنفذ مطالب تشمل قمع من وصفتهم بـ”المتطرفين”، وطرد فصائل فلسطينية مسلحة مقابل تخفيف محدود للعقوبات، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وذكر عدد من المسؤولين الأميركيين المطلعين أن البيت الأبيض أصدر توجيهات سياسية في الأسابيع الأخيرة تدعو الحكومة السورية إلى اتخاذ خطوات تشمل أيضاً تأمين مخزون البلاد من الأسلحة الكيميائية، مضيفين أن الولايات المتحدة ستدرس في المقابل تجديد إعفاء محدود من العقوبات أصدرته إدارة الرئيس السابق جو بايدن بهدف تسريع تدفق المساعدات إلى البلاد.