قال لارس كلينجبايل وزير المالية ونائب المستشار الألماني الاثنين، لدى وصوله إلى العاصمة الأوكرانية كييف في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً إن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يدرك أن “دعم ألمانيا لأوكرانيا لا يتضاءل”.

وأضاف كلينجبايل، وهو زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي الشريك الأصغر في الحكومة الائتلافية التي يقودها المستشار فريدريش ميرتس، “لا ينبغي لبوتين أن يتوهم أن دعم ألمانيا لأوكرانيا قد ينهار”.

وأضاف “على العكس من ذلك، نبقى ثاني أكبر داعم لأوكرانيا عالمياً، والأكبر في أوروبا… يمكن لأوكرانيا مواصلة الاعتماد على ألمانيا”.

وحث كلينجبايل بوتين على إظهار الاهتمام بعملية السلام المتعلقة بأعنف حرب في أوروبا منذ 80 عاماً، والتي اندلعت في فبراير 2022.

ويضغط الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أجل إنهاء الحرب بسرعة، لكن كييف وحلفاءها يشعرون بالقلق من أنه ربما يسعى إلى فرض اتفاق بشروط روسيا.

وقال كلينجبايل إن أوكرانيا بحاجة إلى المشاركة في المحادثات، ولا بد من وقف إطلاق النار وتوفير ضمانات أمنية موثوقة لتحقيق سلام دائم.

وتابع: “لهذا الغرض فإننا ننسق بشكل وثيق على المستوى الدولي”.

ومن بين الخيارات التي طُرحت خلال الأيام القليلة الماضية فيما يتعلق بأمن أوكرانيا بعد اتفاق سلام محتمل، أيد كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نشر قوات في إطار تحالف من الدول المستعدة للمشاركة.

وأشار ميرتس أيضاً إلى انفتاحه على مشاركة ألمانيا، لكنه سيواجه ردود فعل عنيفة من داخل وخارج طيفه السياسي بشأن هذه المسألة.

وبحسب وزارة المالية، دعمت الحكومة الألمانية أوكرانيا بمبلغ 50.5 مليار يورو (59.18 مليار دولار) منذ بدء الحرب.

ترتيبات لضمانات أمنية

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن “جميع الترتيبات” الخاصة بوضع ضمانات أمنية لبلاده ما بعد الحرب ستكون “جاهزة في الأيام المقبلة”، وذلك وسط خلاف فرنسي إيطالي بشأن إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا بعد الحرب.

وأضاف زيلينسكي في منشور على منصة “إكس”، بعد مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف: “تعمل حالياً فرق من أوكرانيا والولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين على صياغة هيكل هذه الضمانات”.

وكان من المقرر أن يزور رئيس الوزراء الهولندي كييف، السبت، لكنه أجّل الزيارة بسبب أزمة سياسية داخلية في هولندا بعد موجة استقالات في الحكومة احتجاجاً على عدم اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل بسبب حربها على غزة، وفق “بلومبرغ”.

وقال زيلينسكي: “هناك الآن فرصة حقيقية لإنهاء هذه الحرب، وأوكرانيا مستعدة لخطوات بنّاءة يمكن أن تقرّب السلام الحقيقي”، معتبراً أن روسيا “لا تُبدي أي نية لتحقيق السلام من جانبها”.

وفي منشور آخر على “إكس”، قال شوف إن هولندا ستبذل “كل ما في وسعها لوضع حدّ للحرب”. وأضاف: “يجب على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يجلس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن”.

وفي السياق، قال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب عبر التلفزيون المحلي، السبت، إنه من غير المرجح أن يلتقي بوتين مع زيلينسكي قريباً، مضيفاً أن صبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب “بدأ ينفد”.

كما أجرى زيلينسكي محادثة مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، السبت، وقال في منشور على “إكس”، إن “من المهم أن يبعث الجنوب العالمي برسائل مناسبة ويدفع روسيا نحو السلام”.

شاركها.