اخر الاخبار

نائب ترمب: مؤشرات إيجابية بإمكانية إنهاء حرب روسيا وأوكرانيا

قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الجمعة، خلال لقائه رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، للمرة الثانية خلال 24 ساعة، إن الولايات المتحدة “متفائلة” بإمكانية إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

والتقى فانس بميلوني في واشنطن، الخميس، وسافرا إلى العاصمة الإيطالية روما، حيث جرى له استقبال رسمي.

وقال فانس للصحافيين: “أود إطلاع رئيس الوزراء على بعض المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا… حتى خلال الـ24 ساعة الماضية، نعتقد أن لدينا بعض الأمور المثيرة للاهتمام لنبلغكم بها”.

وأضاف: “بما أن المفاوضات قائمة، فلن أحكم عليها مسبقاً، لكننا نشعر بالتفاؤل بأننا نأمل أن نتمكن من إنهاء هذه الحرب.. الوحشية للغاية”.

وقبل ساعات من تصريحات فانس، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في باريس، بعد لقائه قادة أوروبيين وأوكرانيين، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سينسحب من محاولة التوسط في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا خلال أيام، ما لم تكن هناك مؤشرات واضحة على إمكانية التوصل إلى اتفاق.

تخفيف العقوبات على روسيا

وذكر تقرير لـ”بلومبرغ”، الجمعة، أن الولايات المتحدة طرحت على حلفائها الأوروبيين مقترحاً لدفع جهود السلام بين روسيا وأوكرانيا، يتضمن تخفيفاً للعقوبات على موسكو.

ملامح المبادرة الأميركية جرى عرضها في اجتماعات شهدتها باريس، الخميس، بحسب مسؤولين أوروبيين مطلعين على تلك المحادثات.

وتهدف الخطة إلى “تجميد” الحرب فعلياً، مع بقاء المناطق الأوكرانية الخاضعة لروسيا حالياً “تحت سيطرة موسكو”، واستبعاد انضمام أوكرانيا إلى الناتو من جدول الأعمال.

وشملت محادثات باريس اجتماعاً بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى مشاورات بين روبيو ومستشارين أمنيين ومفاوضين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأوكرانيا.

ووفق “بلومبرغ”، تسعى الولايات المتحدة إلى التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار خلال أسابيع، ومن المقرر عقد جولة ثانية من المحادثات في لندن الأسبوع المقبل.

وأكد أحد المسؤولين أن هذه الخطة “لا تمثل تسوية نهائية”، وأن الحلفاء الأوروبيين “لن يعترفوا بالمناطق المحتلة كأراضٍ روسية”. وشدد على أن المفاوضات “لا طائل منها إذا لم توافق موسكو على وقف القتال”، كما أن تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا “سيكون ضرورياً لضمان استمرار أي اتفاق”.

وفي هذا السياق، صرّح روبيو: “كل دولة ذات سيادة لها الحق في الدفاع عن نفسها… وأوكرانيا تملك هذا الحق، كما لها الحق في الدخول في اتفاقات ثنائية مع دول أخرى”.

في غضون ذلك، أكدت وزارة الخارجية الأميركية رغبة ترمب وإدارته في إنهاء الحرب. وقالت المتحدثة تامي بروس، إن “واشنطن قدّمت لجميع الأطراف ملامح سلام دائم ومستقر”.

وأشارت “بلومبرغ” إلى أن كييف وافقت بالفعل على وقف إطلاق النار، لكنها تعتبر أن على موسكو القيام بالمثل قبل مناقشة أي نقاط إضافية، بما في ذلك ترتيبات مراقبة وقف إطلاق النار، ونشر قواتٍ لحفظ السلام.

زيلينسكي ينتقد ويتكوف

لكن موقف كييف بدا متشدداً، إذ انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المبعوث الأميركي ويتكوف، متهماً إياه باعتماد “الاستراتيجية الروسية”، والتحدث باسم ترمب فيما يتعلق بالأراضي الأوكرانية. وقال زيلينسكي: “لا يحق له مناقشة الأراضي الأوكرانية، فهذه الأراضي تخص شعبنا… نحن لا نناقش الأراضي قبل وقف إطلاق النار، ولن نعتبر يوماً أن أراضينا أصبحت روسية”.

ويعمل الأوروبيون، بالتعاون مع بريطانيا، على تشكيل قوة “طمأنة” لما بعد الحرب في أوكرانيا، في محاولة لضمان تسليح وتمويل الجيش الأوكراني، كجزء من حزمة ضمانات أمنية.

ومع ذلك، قد يكون تخفيف العقوبات، بينما لا تزال روسيا تحتل أجزاء واسعة من أوكرانيا، أمراً شائكاً لحلفاء كييف، إذ يتطلب رفع القيود الأوروبية، بما في ذلك فك تجميد الأصول، وموافقة جماعية من جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وقال ويتكوف لشبكة “فوكس نيوز” إن جوهر الاتفاق يدور حول خمس مناطق، دون تقديم تفاصيل، في حين تصر روسيا على أن الأراضي التي سيطرت عليها منذ 2014، بما فيها القرم وأجزاء كبيرة من زابوريجيا وخيرسون ولوغانسك ودونيتسك “يجب أن يُعترَف بها كأراضٍ روسية في أي اتفاق”.

كما ربطت موسكو وقف إطلاق النار برفع العقوبات الاقتصادية، ووقف إمدادات الأسلحة لأوكرانيا، وهو ما يضيف تعقيداً آخر للجهود الدبلوماسية.

وفي ختام زيارته باريس، صرّح روبيو بأن الولايات المتحدة لن تستمر في جهود الوساطة “لأسابيع وشهور إضافية”، مضيفاً: “نحتاج إلى أن نحدد خلال أيام ما إذا كان تحقيق السلام ممكناً خلال الأسابيع المقبلة. إذا كان كذلك، سنواصل. وإن لم يكن، فلدينا أولويات أخرى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *