لقي 800 شخص على الأقل حتفهم، وأصيب أكثر من 2800 آخرين في زلزال ضرب شرق أفغانستان، الاثنين، حسبما ذكر المتحدث باسم الداخلية الأفغانية، فيما قالت السلطات الصحية في حكومة طالبان في كابول، إنها لا تزال تعمل على تأكيد العدد الرسمي للضحايا مع العمل على الوصول إلى المناطق النائية.
وذكرت وكالة أنباء “بختر” الحكومية نقلاً عن مسؤولين لم تُسمّهم، أن الزلزال ضرب مقاطعات “كونار”، و”ننكرهار، و”لغمان” المجاورة عند منتصف الليل.
وفي مقاطعة كونار وحدها، لقي نحو 250 شخصاً حتفهم، وجُرح أكثر من 500 آخرين، وفق الوكالة، التي أشارت إلى أن عدد الضحايا مُرشّح للارتفاع مع استمرار جهود البحث والإنقاذ.
اختفاء عائلات بأكملها
ويروي شخص يدعى نصر الله خان وهو يبكي كيف دفن بيديه 3 أطفال في قبر واحد، وشابين في قبر آخر، بعد أن ضرب زلزال إقليم كونار الجبلي في جنوب شرق أفغانستان، الأحد، وفق وكالة “رويترز”.
وسافر نصر الله، الذي يعمل موظفاً، لمدة 6 ساعات إلى وادي ديواجول في كونار عقب الزلزال للمشاركة في جهود الإنقاذ.
وقال: “أول رجل قابلته فقد 18 فرداً من عائلته.. كان الجرحى والضحايا ممددون على الأرض دون أي مساعدة.. في بعض القرى، لم ينجُ من كل منزل سوى شخصين أو 3”.
وفي الوديان المحاطة بمنازل من الطوب اللبن، نقل الناجون الجثث على نقالات قماشية، وفق رويترز، حيث أوضح نصر الله أنه شاهد جثامين أطفال ملفوفة بـ”بطانيات منقوشة”، ورجالاً يحفرون قبوراً باستخدام “المعاول”.
وتابع حديثه: “كانت تلك أول مرة في حياتي أرى فيها هذا العدد من الجثامين.. لقد اختفت أسرٌ بأكملها، مضيفاً: “ذهبت إلى 3 قرى، وساهمت في دفن 41 جثماناً، لكن لم يتسن لنا دفنهم جميعاً”.
وأضاف: “دفنا الجثث سريعاً، قبل أن تجبرنا الهزات الارتدادية على الفرار من مواقع القبور”.
الزلزال يضرب أفغانستان مرتين خلال أيام
وقال متحدث باسم حركة طالبان إن زلزالاً بقوة 6 درجات ضرب أفغانستان، الأحد، ولقي على إثره نحو 1400 شخص مصرعهم، وأصيب 3 آلاف و124 آخرين ولحقت أضرار بأكثر من 5 آلاف و400 منزل.
وضرب زلزال قوي ثان المنطقة ذاتها، الثلاثاء، ما أثار مخاوف من وقوع مزيد من الدمار في بلد يعاني من الفقر والحرب وتقلص المساعدات.
وذكر مسؤولون أن 3 قرى في كونار سويت بالأرض، ما أسفر عن سقوط أكثر من 600 شخص، وأعلنت وزارة الدفاع أن 40 طائرة نقلت 420 ضحية، بينما انتقلت فرق الإنقاذ من القرى الأكثر تضرراً إلى قرى نائية.
وحذرت الأمم المتحدة من أن حصيلة الضحايا ربما ترتفع؛ نظراً لوجود أشخاص عالقين تحت الأنقاض.