اخر الاخبار

ناجٍ من المقصلة”.. فصول من الظلم في “دولة الأسد

“إنها حكاية الآلاف ممن قضوا في ذلك السجن الرهيب، وضاعت حكاياتهم، كما ضاعت حقوقهم، وضاعوا عن قلوب ما زالت إلى هذه الساعة تنتظرهم”.

بهذه الكلمات استهل الكاتب السوري محمد برو كتابه “ناجٍ من المقصلة”، الذي روى قصص الآلاف ممن نجوا من سجن “تدمر” وممن لم ينجوا.

نجا الكاتب من سجون النظام السوري، بعد 13 سنة قضاها داخل السجن، ثمانٍ منها في تدمر، وخرج ليسطر ما عايشه في سنواته الثماني، بكتاب بلغ نحو 380 صفحة، والكثير من قصص الآلام والقهر في “دولة الأسد”.

“ناجٍ من المقصلة” يندرج ضمن “أدب السجون” الذي يروي عذابات السوريين في أكثر السجون ظلمة، وهو توثيق لقصص عايشها الكاتب، إلا أنه يشبه قالب الروايات، لولا أن الكاتب يسرد تفاصيل ووقائع، بعيدًا عن الحبكات الدرامية، وبطريقة سلسة ومشوقة.

ويسرد الكاتب برو في كتابه قصصه التي عايشها في ثمانينيات القرن الماضي، في تلك الفترة التي استبد فيها حافظ الأسد بالشعب السوري، وزج بالآلاف منه في السجون، وبينها سجن “تدمر” صاحب الصيت الأسوأ.

يبدأ الكاتب حديثه عن ليلته التي قضاها في فرع “أمن الدولة” بحلب، ثم انتقاله إلى سجن “حلب المركزي”، ومن ثم إلى “مقصلة تدمر”.

ويدخل الشاب القاصر عام 1980 ضمن رتل من مئة سجين، ويمر عبر بوابة حديدية سوداء صدئة، كتب أعلاها “الداخل مفقود والخارج مولود”، ثم يروي طرق التعذيب التي تبدأ بـ”التشريفة”، وهي حفل استقبال السجين، الذي ينظمه السجانون بالسياط والجنازير، وأدوات الاحتفال الأخرى.

وفي محطته الأخيرة بـ”مقصلة تدمر” عام 1988، وعند النداء باسمه للخروج، ردد برو في نفسه، “أنا محمد برو، أبي خالد، وأمي مديحة، واليوم الاثنين”، ليتأكد أنه سليم العقل والحواس، وبعد ساعة مضت ببطء، قضاها برو بتوديع الأصدقاء، تحدث الكاتب عن “فوضى المشاعر” التي اجتاحته في تلك اللحظات.

وينتقل برو إلى مقصلة أخرى اسمها سجن “صيدنايا العسكري”، قضى فيها خمس سنوات أخرى من العذاب، ثم خرج إلى الحياة مجددًا، ولكن “وإن خرج بجسده من السجن حيًا، ستكون زنزانته معه وقد صُلبت روحُه فيها”، كما يقول.

محمد برو كاتب سوري، ومدير مركز “صدى لاستطلاعات الرأي”، صدر كتابه “ناجٍ من المقصلة” عام 2020 عن دار “جسور للترجمة والنشر”.

اعتقل عام 1980، وهو بعمر الـ17 عامًا، بتهمة الانتماء إلى جماعة “الطليعة المقاتلة” التي تنتمي إلى تنظيم “الإخوان المسلمين”، والتي نشطت في أواخر سبعينيات القرن الماضي، وحاربت النظام السوري في حماة وحلب وإدلب.

وخرج من سجن “صيدنايا” عام 1993، ونجا من حكم الإعدام كونه لم يبلغ السن القانونية، وحكم بالسجن 10 سنوات قضى منها 13 عامًا.

وللكاتب مقالات وأبحاث منشورة على شبكة الإنترنت، منها على موقع مركز “حرمون للدراسات”.

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *