من خلف القضبان خرج وجهٌ أربك روايات الاحتلال: نادر صدقة، اليهودي الذي أمضى أكثر من 21 عامًا في سجون إسرائيل لأنه قرّر أن يكون فلسطينيًا قبل كل شيء.
وُلد نادر على سفح جبل جرزيم في نابلس، بين أبناء الطائفة السامرية اليهودية، لكنه اختار الانتماء للأرض لا للديانة.
درس في جامعة النجاح، وانضم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ليصبح من أبرز قادة كتائب الشهيد أبو علي مصطفى خلال انتفاضة الأقصى.
عام 2004 اعتقله الاحتلال بعد مطاردةٍ دامت عامين، فحكم عليه بـ6 مؤبدات و45 عامًا.
في السجن، لم يتعاملوا معه كيهودي بل كـ خطرٍ على الرواية الصهيونية. قاوم بالكتابة والرسم، وشارك في الإضرابات، ولم ينكسر.
هذا الأسبوع، خرج نادر ضمن صفقة “طوفان الأحرار”، لكن الاحتلال منعه من العودة إلى نابلس وأبعده إلى مصر، لأن وجوده هناك يوجع أكثر من الرصاص.
نادر صدقة… الرجل الذي أثبت أن الانتماء ليس ديانة، بل موقف من الحق والعدالة.