قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه بالرغم من أن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع سوريا قائمة “بالتفاهم والروح الطيبة”، بحسب تعبيره، ستظل إسرائيل متمسكة بمبادئها الأساسية لضمان أمنها القومي.
وأضاف نتنياهو، بحسب ما نقله موقع “i24NEWS” الإسرائيلي اليوم، الثلاثاء 2 من كانون الأول، “أتوقع من سوريا إقامة منطقة منزوعة السلاح تمتد من دمشق حتى جبل الشيخ، بما في ذلك سفوح وقمة جبل الشيخ داخل الأراضي السورية”.
وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال زيارته لمقاتلي اللواء “55” المصابين في العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل في منطقة بيت جن بريف دمشق، الجمعة 28 من تشرين الثاني، أن إسرائيل ستحتفظ بوجودها في المنطقة العازلة وجبل الشيخ لضمان أمن مواطنيها.
نتنياهو أكد أن إسرائيل مصرة على الدفاع عن البلدات الإسرائيلية قرب الحدود، بما “يشمل الحدود الشمالية، ومنع تموضع الإرهابيين والأعمال المعادية قرب الحدود، وحماية حلفائها الدروز، وضمان أن تبقى إسرائيل آمنة من أي هجوم بري من المناطق الحدودية”، بحسب تعبيره.
تصريح نتنياهو يعد الأول حول سوريا بعد العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل في بلدة بيت جن بريف دمشق في 28 من تشرين الثاني الماضي، والتي راح ضحيتها 13 قتيلًا و24 جريحًا، بعد أن اشتبكت مجموعة من أهالي البلدة مع دورية تابعة للجيش الإسرائيلي، فرد الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي وجوي على البلدة.
وجاء التصريح بعد يوم واحد من دعوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إسرائيل إلى الحفاظ على “حوار قوي وصادق” مع سوريا، محذرًا من أي خطوات قد “تعرقل تطوّر سوريا نحو دولة مزدهرة”.
كما أشاد ترامب بعمل الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، قائلًا إنه “يعمل بجد لضمان تحقيق نتائج إيجابية” ولتهيئة الظروف لـ”علاقة طويلة ومزدهرة بين سوريا وإسرائيل”.
واعتبر ترامب أن التطورات الحالية تمثل “فرصة تاريخية” تُضاف إلى ما وصفه بـ”النجاحات المحققة في مسار السلام في الشرق الأوسط”.
قلق أمريكي
أعربت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن قلقها من أن تؤدي الضربات الإسرائيلية المتكررة داخل سوريا إلى زعزعة استقرار البلاد، وتقويض الآمال في التوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا، بحسب ما قاله مسؤولان أمريكيان “كبيران” لموقع ” أكسيوس” اليوم، الثلاثاء 2 من كانون الأول.
المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، ومسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أجروا منذ يوم الجمعة الماضي محادثات “صعبة” مع نظرائهم الإسرائيليين، وفق ما أفاد المسؤولون الأمريكيون، محذرين من عواقب مثل هذه التصرفات على استقرار المنطقة.
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، إن “سوريا لا تريد مشكلات مع إسرائيل، هذا ليس لبنان”، مُفرّقًا بين الضربات الإسرائيلية الأخيرة في البلدين، لكن نتنياهو يرى “أشباحًا في كل مكان”، حسب زعمه.
المسؤولون يحاولون إيصال رسالة واضحة إلى نتنياهو، بضرورة وقف هذه التصرفات، التي قد تدفعه إلى “تدمير نفسه بنفسه”، وإذا استمر بها سيفقد فرصة دبلوماسية “ضخمة”، وسيحول الحكومة السورية الجديدة إلى “عدو”.
إن دعم جهود الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، لتحقيق الاستقرار في سوريا، وتشجيعه على الانخراط في عملية السلام مع إسرائيل، يشكلان عنصرين أساسيين في استراتيجية إدارة ترامب في الشرق الأوسط، أوضح المسؤولون.
وأبدى المسؤولون الأمريكيون غضبهم بسبب ما يرون أن نهج نتنياهو في التعامل مع سوريا، يعتمد على مبدأ “أطلق النار أولًا ثم اطرح الأسئلة لاحقًا”.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي
