نتنياهو يخرق الهدنة في غزة.. تصعيد جديد أم مراوغة سياسية؟

وطن يبدو أن التوتر في غزة لم ينتهِ بعد، ونتنياهو يواصل تصعيده عبر خروقات جديدة تهدد أي اتفاق للتهدئة. قرار عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا، الذي يعد جزءًا أساسيًا من اتفاق وقف إطلاق النار، ليس مجرد استفزاز بل رسالة واضحة بأن الاحتلال لا ينوي تقديم أي تنازلات حقيقية.
في ظل هذه التطورات، تتعقد المفاوضات، حيث تجد الوسطات المصرية والقطرية والأمريكية نفسها أمام تحدٍ صعب: إقناع المقاومة الفلسطينية بالاستمرار في الاتفاق، في وقت يظهر فيه الاحتلال استعداده للعودة إلى القتال في أي لحظة. لكن لماذا هذا التصعيد الآن؟
يعتبر محور فيلادلفيا شريان الحياة لغزة، فهو نقطة استراتيجية تربط القطاع بالحدود المصرية. وإذا سيطرت إسرائيل عليه بالكامل، فإنها تعزز حصارها بشكل غير مسبوق، مما يعني حرمان المقاومة من أي إمدادات خارجية.
تحركات الاحتلال في فيلادلفيا تتزامن مع تصعيد الضغوط على حماس، لإجبارها على قبول شروط المرحلة الثانية من صفقة التبادل، وهو ما ترفضه المقاومة حتى الآن. ومع ذلك، فإن حماس تدرك أن هذه المماطلة الإسرائيلية قد تكون مجرد تكتيك لكسب الوقت واستعادة زمام المبادرة ميدانيًا.
لم تتأخر حركة حماس في الرد، إذ أكدت أن عدم انسحاب الاحتلال هو خرق صريح لاتفاق الهدنة، وهو ما قد يعيد الأوضاع إلى نقطة الصفر، خاصة مع تزايد التهديدات باستئناف العمليات العسكرية. المقاومة الفلسطينية ليست في موقف ضعف، وما زالت تمتلك خيارات متعددة، من بينها العودة إلى القتال، وهو ما قد يكون أسوأ سيناريو بالنسبة للاحتلال الذي يواجه ضغوطًا دولية لوقف الحرب.
في محاولة لاحتواء الموقف، أرسلت إسرائيل بعثة مفاوضات جديدة إلى القاهرة، لكن اللافت أن نتنياهو أبعد الموساد عن رئاسة الوفد وأسند المهمة إلى رون ديرمر، في خطوة قد تعكس توترًا داخل أجهزة صنع القرار الإسرائيلية حول كيفية التعامل مع هذه الأزمة.
الوضع مفتوح على كل السيناريوهات، فالاحتلال يراوغ، والمقاومة ترفض التنازل، والوسطاء يحاولون منع انفجار جديد قد يكون أشد عنفًا من ذي قبل. فهل ينجح الضغط الدولي في إجبار إسرائيل على الالتزام بالاتفاق؟ أم أن غزة على موعد مع جولة جديدة من المواجهة؟
الخطة ب.. كيف يخطط نتنياهو لإبادة غزة بعد إفشال الهدنة؟