وطن في مشهد اعتبره مراقبون الأخطر منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967، أقدمت حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو على عقد اجتماع رسمي تحت الأرض في قلب حي سلوان، على مرمى حجر من المسجد الأقصى. خطوة رمزية، لكنها ذات دلالات استراتيجية تؤكد أن تل أبيب انتقلت من مرحلة الاقتحامات إلى مرحلة “السيادة الفعلية”.

الاجتماع عُقد في موقع ما يسمى بـ”مدينة داود”، التي تعدّ رأس الحربة في مشروع التهويد، وهي منطقة مهددة بالحفريات والانهيارات، حيث أكثر من 128 منزلًا فلسطينيا مهددًا بالدمار. ولم يكن الحدث معزولًا، بل جاء متزامنًا مع احتفالات صاخبة فوق الأرض لما يسمى بـ”يوم القدس”، حيث رقص المستوطنون في ساحات المدينة المقدسة تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال.

هذه المرة، لم تقتصر استفزازات الاحتلال على “مسيرات الأعلام” أو الاقتحامات الروتينية للأقصى، بل تم نقل رمزية القرار السياسي إلى باطن المدينة، في استعراض مفضوح للسيطرة على الأرض والتاريخ والرواية.

بحسب مصادر عبرية، تجاهل نتنياهو تحذيرات “الشاباك” من عقد الاجتماع داخل سلوان، معتبرًا أنه “رسالة سياسية يجب أن تصل للعالم”. بينما يرى محللون أن هذا الاجتماع بمثابة إعلان غير مباشر عن إنهاء أي حديث عن حل الدولتين، وتعزيز لمزاعم “العاصمة الأبدية الموحدة” لإسرائيل.

تخنق سلوان اليوم من جميع الجهات: 42 بؤرة استيطانية،وحفريات يومية تحت منازل الفلسطينيين، ومشروع “كيدم” التهويدي الذي يمتد على مساحة 16 ألف متر مربع، مهددًا البلدة القديمة جنوبًا.

بينما يحدث كل ذلك، تزداد عزلة الفلسطينيين، وسط صمت عربي مطبق، ومجتمع دولي يكتفي بالتنديد أو التفرّج.

القدس تُسرق جهارًا، والهوية تُمحى حجرًا حجرًا، ونتنياهو يحتفل بما يراه “سقوط القدس الأخير”. أما الصوت الفلسطيني؟ فيُقمع، ويُطارد، ويُغتال… في صمت.

اقتحام الأقصى.. آلاف الصهاينة يدنّسون أولى القبلتين والعرب في سبات!

شاركها.