أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، تراجعه عن قرار تعيين قائد البحرية السابق إيلي شارفيت رئيساً جديداً لجهاز الأمن العام (الشاباك)، وذلك بعد نحو 24 ساعة من إعلانه “المفاجئ” عن تعيينه، حسبما أوردته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إن “رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التقى شارفيت الليلة الماضية، ليبلغه أنه لن يكون الرئيس القادم لجهاز الشاباك. شكر رئيس الوزراء، شارفيت على استعداده للخدمة، لكنه أبلغه أنه بعد تفكير أعمق، يعتزم مقابلة مرشحين آخرين”.
وكان نتنياهو أعلن صباح الاثنين، اختياره شارفيت ليحل محل رونين بار على رأس الجهاز، في خطوة أثارت الدهشة، نظراً لمشاركة نائب الأدميرال الاحتياطي في احتجاجات مناهضة للحكومة، والتساؤلات المستمرة بشأن إقالة بار خلال تحقيق جنائي مع مساعدي رئيس الوزراء.
بدوره، قال شارفيت في بيان وزعه مكتب رئيس الوزراء: “طلب مني رئيس الوزراء تولي منصب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) ومواصلة خدمة إسرائيل في هذا الوقت العصيب، وهذا ما فعلته”.
وأضاف: “ينبع هذا من ثقتي التامة بقدرة جهاز الشاباك على مواجهة التحديات المعقدة التي نشأت في هذه الفترة، وإيماني المتواضع بقدراتي على قيادته”.
ومن المتوقع أن تنتهي خدمة رئيس الشاباك الحالي رونين بار في منصبه في 10 أبريل، بعدما أعفاه نتنياهو من المنصب بحجة “غياب الثقة”.
وقبل نحو شهر، أعلن نتنياهو أنه أبلغ بار بقرار إقالته من منصبه، وهو ما أثار جدلاً كبيراً في الشارع الإسرائيلي، ووصل الجدل إلى المحكمة العليا التي أصدرت قراراً بتجميد إجراءات إقالة بار، ومن المتوقع أن تعقد جلسة استماع بشأن هذه المسألة في 8 أبريل.
وجاءت إقالة بار بعد أكثر من عامين من العداء بين أنصار نتنياهو وعناصر من مؤسسة الأمن والدفاع، وتفاقم العداء بسبب تبادل اللوم عن الإخفاق في 7 أكتوبر 2023.
ضغوط على نتنياهو
وواجه نتنياهو ضغوطاً من حلفائه السياسيين لسحب ترشيح شارفيت، بسبب مشاركته في الاحتجاجات الحاشدة التي اندلعت عام 2023، ضد خطط الحكومة لإصلاح القضاء.
وهاجم العديد من أعضاء الائتلاف الحاكم في إسرائيل قرار نتنياهو تعيين شارفيت رئيساً جديداً لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) خلفاً لرونين بار، مشيرين إلى معارضته السابقة للتعديلات القضائية التي تسببت في احتجاجات واسعة.
وأفادت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الاثنين، بأن مسؤولين من حزب “الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو، وبعض المقربين من الأخير، حثوه على عدم المضي قدماً في هذا القرار.
ووصفت “هآرتس” إعلان نتنياهو عن تعيين شارفيت بـ”المفاجئ”، مشيرةً إلى تصاعد الانتقادات من المعارضة، التي اعترضت على إعلان تعيينه قبل أن تبت المحكمة العليا في الطعون المقدمة ضد إقالة الرئيس الحالي لـ”الشاباك” رونين بار.
