مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، الاثنين، للمرة الأولى منذ طلبه عفواً من الرئيس يتسحاق هرتسوج، في قضايا الفساد التي يواجهها.
وطلب نتنياهو، الأحد، من الرئيس الإسرائيلي منحه عفواً في تهم الفساد التي تلاحقه منذ سنوات طويلة، قائلاً إن الإجراءات الجنائية “تعوق قدرته على إدارة شؤون إسرائيل”، وإن العفو “يخدم المصلحة العامة”.
وتسبب الطلب في انقسام في الشارع الإسرائيلي بين مؤيد للطلب، ورافض له ما لم يقر نتنياهو بالذنب، ويخرج من الحياة السياسية، وفق تصريحات المعارضة الإسرائيلية.
وذكرت “القناة 12” الإسرائيلية، أن جلسة محاكمة نتنياهو، الذي رفض اعتزال الحياة السياسية، بدأت الاثنين، دون أن يتناول القضاة طلب العفو.
وأضافت أن نتنياهو طلب إلغاء مثوله أمام المحكمة الثلاثاء، بدعوى وجود “جدول دبلوماسي وأمني”، فيما قال القضاة إنهم سينظرون في الطلب.
رفض اعتزال الحياة السياسية
وذكرت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأحد، أنه لن ينظر في أي صفقة تتطلب منه اعتزال الساحة السياسية مقابل الحصول على عفو رئاسي من المحاكمات الجارية بحقه، والتي يواجه فيها اتهامات بالفساد، بحسب صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن المصادر ذاتها قولها إن “نتنياهو يخطط للترشح مرة أخرى في الانتخابات القادمة”.
وذكرت مصادر مقربة من الرئيس الإسرائيلي هرتسوج أن القرار في طلب العفو، الذي قدمه نتنياهو، سيستغرق شهرين على الأقل، فيما أعربت المصادر المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي عن ارتياحها قائلة إن “وجود الكرة في ملعب هرتسوج يجعل الفوز الحقيقي – العفو مع البقاء في السياسة – شبه مضمون”.
وأصدر مكتب الرئيس الإسرائيلي بياناً، قال فيه إن هرتسوج سينظر في الطلب “بمسؤولية وصدق” بمجرد أن تكون جميع المواد القانونية أمامه، مع الإشارة إلى تحويل الطلب إلى قسم العفو في وزارة العدل للحصول على آراء مهنية قبل قرار هرتسوج.
طلب العفو الرئاسي
وقدم نتنياهو الأحد، الطلب، بعد نحو 3 أسابيع من رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى هرتسوج والتي طلب فيها العفو عن رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأصدر نتنياهو بياناً مصوراً، قال فيه إن مصلحته الشخصية “كانت استكمال الإجراءات القانونية حتى النهاية، لكن الواقع العسكري والوطني، والمصلحة الوطنية، تفرض خلاف ذلك”. واعتبر أن إنهاء المحاكمة فوراً “سيُسهم في تحقيق مصالحة وطنية نحتاجها بشدّة”.
وتضمّن الطلب وثيقة من 111 صفحة أعدّها محامي نتنياهو، أميت حدّاد، إضافة إلى رسالة موقّعة من نتنياهو نفسه. ونشر مكتب هرتسوج النصّ الكامل لطلب العفو.
ويُعد نتنياهو أول رئيس وزراء إسرائيلي يُحاكم جنائياً أثناء تولّيه منصبه، وهو متهم بالاحتيال وخيانة الأمانة وتلقّي الرشى في 3 قضايا منفصلة تتهمه بتبادل خدمات مع داعمين أثرياء، من بينهم شركة اتصالات ومنتج هوليوودي وناشر صحيفة.
ما هي القضايا يحاكم فيها نتنياهو؟
ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة في 3 قضايا تستلزم سجنه بحال إدانته، بينما يرفض الاعتراف في أي منها.
وبدأت محاكمة نتنياهو منذ مايو 2020، بعد أن وجهت إليه الاتهامات في 2019 في ثلاث قضايا منفصلة تعرف باسم القضية 1000، والقضية 2000، والقضية 4000، لكنه ينفي التهم، ويزعم أنها تأتي في إطار محاولة سياسية للإطاحة به.
وتتعلق “القضية 1000” بالاتهامات الموجهة إلى نتنياهو بحصوله وأفراد من عائلته على هدايا ثمينة من رجال أعمال، مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لهم في مجالات مختلفة.
كذلك، يُتهم نتنياهو في “القضية 2000” بالتفاوض مع ناشر صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أرنون موزيس، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية.
أما “القضية 4000” فيخص تقديم تسهيلات للمالك السابق لموقع “والا” الإخباري شاؤول إلوفيتش، الذي كان أيضاً مسؤولاً بشركة “بيزك” للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية.
