ظهر زعيم حركة “طالبان باكستان” نور والي محسود في تسجيل مصور، الخميس، ليثبت أنه لا يزال على قيد الحياة، وذلك بعد أسبوع من محاولة كانت تهدف فيما يبدو لاغتياله بغارة جوية في أفغانستان، مما أشعل فتيل أخطر اشتباكات بين الجارتين منذ عقود.

ووفقاً لمسؤولي أمن باكستانيين، أصابت الضربة الجوية في 9 أكتوبر سيارة من طراز “تويوتا لاند كروزر” مدرعة يُعتقد أنها كانت تقل محسود في العاصمة الأفغانية كابول.

وقال محسود في المقطع المصور إنه سجله لدحض التقارير التي تحدثت عن مصرعه، وزعم أنه يتحدث من باكستان، وجرى تصوير اللقطات على قمة أحد التلال، ولم يتسن التحقق من الموقع.

وجرى التوصل، الأربعاء، إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار بعد أعمال عنف دامية استمرت لأيام، شهدت اشتباكات برية بين الدولتين وغارات جوية باكستانية عبر الحدود، مما أسفر عن سقوط العشرات وإصابة المئات قبل الاتفاق على هدنة لمدة 48 ساعة.

ولم تعلن باكستان رسمياً مسؤوليتها عن الغارة الجوية، وهي الأولى في كابول منذ الاستهداف الأميركي الناجح لزعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري عام 2022.

وتنفي حركة “طالبان” الأفغانية إيواءها مسلحين باكستانيين، وتتهم بدورها إسلام آباد بإيواء الفرع المحلي لتنظيم “داعش”، خصمها المسلح الرئيسي.

إحياء الحركة

تولى محسود قيادة حركة “طالبان باكستان” عام 2018 بعد سقوط أسلافه الثلاثة الذين سبقوه في قيادة الحركة جراء غارات أميركية بطائرات مسيرة. وبحلول ذلك الوقت، كانت عمليات الجيش الباكستاني نجحت إلى حد كبير في طرد أفراد الحركة من معاقلها السابقة إلى أفغانستان.

ويقول محللون إن محسود أعاد إحياء الحركة وغيَّر استراتيجيتها ووحّد الفصائل المتحاربة بمهارة دبلوماسية.

وترى إسلام آباد أن سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان عام 2021 منحت حركة “طالبان باكستان” حرية أكبر في الحركة وإمكانية أكبر للحصول على الأسلحة، وتصاعدت الهجمات داخل باكستان، خصوصاً في شمال غرب البلاد المتاخم لأفغانستان.

شاركها.