في أول ردّ رسمي على الضربات الجوية الأميركية التي دمّرت ثلاثة مواقع نووية داخل إيران فجر 22 يونيو 2025، أكّد وزير الخارجية الإيراني عبّاس عراقجي أنّ واشنطن «انتهكت ميثاق الأمم المتحدة ومعاهدة منع الانتشار» وأنّ طهران تحتفظ بجميع الخيارات للردّ «دفاعًا عن النفس». 

وشدّد عراقجي في منشور على منصة «إكس» على أنّ ما حدث «سلوك إجرامي ستكون له عواقب وخيمة ودائمة» مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرّك لوقف «الخروج الأميركي الخطير على القانون

اتهامات بانتهاك القانون الدولي ومعاهدة عدم الانتشار

وأشار وزير الخارجية، إلى أنّ استهداف منشآت نووية «سلميّة» يمثّل خرقًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة ولاتفاقية حظر الانتشار النووي، لكون تلك المنشآت خاضعة لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 وطالبت طهران بانعقاد عاجل لمجلس الأمن وهدّدت باللجوء إلى محكمة العدل الدولية 

 الردّ المشروع» وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة

وأكد  عباس عراقجي، أنّ إيران ستفعل «حقّ الدفاع الشرعي» المنصوص عليه في المادة 51، موضحًا أن خيارات الردّ تشمل «العسكرية وغير العسكرية» من دون استبعاد أي سيناريو. وسبق لطهران أن ترجمت هذا النهج بإطلاق وابلٍ من الصواريخ على أهداف إسرائيلية بعد ساعات من الضربة الأميركية 

 تحذير من عواقب وخيمة ودائمة

رفعت الخارجية الإيرانية سقف التهديد، إذ توعّد عراقجي بأنّ تداعيات الضربة «لن تكون آنية فحسب بل ستترك أثرًا طويل المدى على أمن المنطقة». وترى طهران أنّ الولايات المتحدة «تجاوزت الخطوط الحمراء» ما يُحتِّم ردًّا يرسّخ معادلة ردع جديدة 

إلى أين يتجه التصعيد؟

مسارات الردّ المحتملة

قد تراوح الخيارات بين ضربات صاروخية إضافية على أهداف إسرائيلية، أو عمليات سيبرانية ضد بنى تحتية أميركية، أو تصعيد عبر الوكلاء (الحشد الشعبي، الحوثيون).

العامل النووي

 من المرجّح أن تُسرّع طهران نشاط التخصيب في مواقع بديلة غير مكشوفة، كرسالة مفادها أن البرنامج لن يتوقّف رغم القصف.

الهامش الدبلوماسي 

رغم نبرة التهديد، ما زالت إيران تترك باب التفاوض مواربًا كي لا تخسر تعاطف بعض القوى الكبرى التي نددت بالضربة الأميركية.

مخاطر الانزلاق الإقليمي

 كلّ ردّ مباشر سيرفع احتمال مواجهة أشمل تشمل إسرائيل والخليج، ما قد يدفع واشنطن إلى جولات قصف جديدة أو فرض حصار أشدّ.

ينبئ تصريح عراقجي بأنّ المرحلة المقبلة ستتّسم بحسابات شديدة الحساسية؛ إذ تحاول طهران تحقيق توازن بين ردّ يحفظ هيبتها ويعيد رسم خطوط الردع، وبين تجنّب حرب شاملة قد تستنزف قدراتها الاقتصادية والعسكرية. وفي المقابل، تراقب واشنطن أي تحرّك إيراني لتبرير «موجات تكميلية» من القصف، ما يبقي المنطقة على حافة تصعيد خطير مفتوح على كلّ الاحتمالات.

شاركها.