نحّالو القنيطرة يشتكون تراجع إنتاج العسل وجودته
القنيطرة – زين الجولاني
شهدت إنتاجية العسل في القنيطرة جنوبي سوريا تراجعًا في العامين السابقين، ولم يكن موسم مربي النحل العام الحالي كسابقه، كما كان إنتاج العام الماضي أيضًا أقل من سابقه، ما تسبب بتراجع أرباح النحّالين في المحافظة، وفق ما قاله نحّالون من المحافظة ل.
وخلال الموسم الحالي، تركز حصاد النحّالين على نوعين من العسل هما “الشوك” و”اليانسون”، ولم يحصل أي منهم على عسل “الربيع” أو المعروف محليًا بـ”النفل” الذي يعتبر ذا جودة عالية.
وعزا النحّالون أسباب تراجع إنتاج العسل، وانخفاض جودته، لتغير المناخ، إضافة إلى عوامل جوية، وغلاء أسعار المواد الأولية اللازمة لتربية النحل، وعدم وجود المراعي المناسبة لها، يضاف إلى ذلك غلاء أسعار الوقود وعدم القدرة على التنقل بين المحافظات بسبب الوضع الأمني.
الإنتاج يتراجع
محمد ياسين، هو نحّال من بلدة أوفانيا بريف القنيطرة الشمالي، يعمل في مجال تربية النحل منذ عشر سنوات، ويملك حوالي 60 خلية نحل، تكبد خسائر قال إنها تتزايد مع مرور السنوات.
وذكر النحّال محمد ل، أن الأوضاع الجوية كان لها الأثر الأكبر في تراجع إنتاج النحل.
وأضاف أن ارتفاع درجة الحرارة ودخول الصيف باكرًا أدى إلى إنهاء موسم الربيع باكرًا، ولم يتمكن مربو النحل من قطاف عسل “النفل”، كما لم يتمكن من اللحاق بموسم “التطريد”.
“التطريد” هو الطريقة الطبيعية لتكاثر نحل العسل، وتحدث عادة في فصل الربيع، أو “موسم الفيض”، أو عندما تكون طائفة النحل في كامل قوتها وفى أحسن ظروفها.
النحّال قال ل، إنه بعد عمل شاق، وترحيل من موسم إلى آخر، تمكنت مزرعة النحل لديه من إنتاج 400 كيلوغرام من عسل “اليانسون” و”السوم”، لكن الكمية لم تكن جيدة مقارنة بالسنوات الماضية.
من جانبه، يوسف جابر، وهو نحّال ذو خبرة تعود لـ40 عامًا في تربية النحل، قال ل، إن مهنته أصبحت لا تكفي كمصدر لتأمين المعيشة، ويحتاج العاملون فيها للبحث عن مصادر أخرى للدخل المادي.
وأرجع يوسف أسباب تراجع المهنة لارتفاع أسعار المحروقات، الذي رفع بطبيعة الحال أجرة النقل التي يعتمدها العاملون في المجال من أجل ترحيل النحل إلى المواسم بين المناطق السورية.
وأضاف أن غلاء أسعار الأدوية والفيتامينات والخشب وحتى الشمع من العوامل المهمة التي أثرت في تراجع مدخول العاملين بالمجال، يضاف إلى ذلك تدني سعر العسل بشكل لا يتناسب مع الاحتياجات المادية للأسرة.
ووفق يوسف، يعتبر عدم وجود سوق لتصريف أو تصدير العسل أحد الأسباب الرئيسة للخسائر المالية، كما أن انتشار الأمراض والأوبئة وقف في وجه النحّال وألحقت به خسائر مالية.
لا تدخل حكومي
من جانبه، محمد، وهو مهندس متخصص في تربية ورعاية النحل يقيم في محافظة القنيطرة، قال إن مربي النحل في المنطقة خسروا جزءًا من نحلهم بسبب البرد والأمراض، دون وجود أي تدخل فعلي من قبل الجهات الحكومية المسؤولة.
وأضاف المهندس العامل في مديرية الزراعة بالقنيطرة، أن جمعية النحّالين تطالب في كل عام وزارة الزراعة والجمعية السورية لمربي النحل بتعويض النحّال، وتقوم الأخيرة بدورها بتنظيم جداول، لكنها لا تتخذ أي خطوات عملية.
انتقد علي الشهابي أيضًا، وهو مربي نحل من ريف القنيطرة الجنوبي، نشاط منظمة “الهلال الأحمر السوري” لدعم مربي النحل، إذ قال إن المنظمة تطلق مشاريع لدعم النحّالين وتوزع خلالها خلايا للنحل وإطارات وشمعًا ومصايد غبار طلع وبدلة نحال وأدوات أخرى، لكن آلية التوزيع تعتمد على “الواسطة والمحسوبيات”.
ووفق علي، لم يحصل أي نحّال قديم على هذا الدعم، بل يضطرون لشرائها بشكل دوري.
وفي 15 من تشرين الأول الحالي، قال مدير الزراعة في القنيطرة، رفعت موسى، إن عدد النحّالين المسجلين على قيود شعبة النحل بالمديرية وجمعية النحّالين بالقنيطرة بلغ 800 نحّال، وعدد خلايا النحل في المحافظة 9296 خلية، مشيرًا إلى أن الإنتاج المتوقع من العسل لهذا الموسم يبلغ 46 طنًا.
وأضاف، وفق ما جاء على الموقع الرسمي للاتحاد العام للفلاحين، أن مديرية الزراعة تعمل على إنتاج ملكات النحل السوري المحلي الملقحة، وإنتاج الطرود وبيعها لمربي النحل بأسعار رمزية وتشجيعية، ضمن خطة الوزارة لإعادة الألق لتربية النحل إلى سابق عهدها في القنيطرة.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي