نساء غزة.. صمود يتحدى المستحيل رغم الجوع والنزوح والموت
وطن في قلب الدمار وتحت نيران الاحتلال، تقف نساء غزة شامخات رغم المعاناة التي لا تحتمل. امرأة شهدت القصف والدمار والفقدان، لكنها لم تزد إلا تمسكًا بأرضها وإيمانًا بأن الاحتلال لن يدوم. تدرك أن صراعها ليس مجرد معركة سياسية، بل هو صراع عقيدة وهوية، وهو ما يجعلها تواجه الحرب بكل ما أوتيت من قوة، غير عابئة بالمغريات التي تلهي البعض عن قضاياهم المصيرية.
لم تكن المرأة الغزية المدللة الباحثة عن الموضة، ولا تلك التي تقضي وقتها بين التسوق والمنتجعات والسفر، بل كانت السند والصمود، تواجه الحرب والحصار بأمل لا ينكسر. رغم كل شيء، رفضت الاستسلام طوال 15 شهرًا من حرب إبادة لم تبقِ شيئًا إلا دمرته. فقدت أبناءها، زوجها، عائلتها، منزلها، ورغم ذلك، بقيت واقفة، تقاوم، وتحلم بالنصر.
تعيش النساء في غزة أسوأ الظروف الإنسانية، حيث يتنقلن بين طوابير طويلة للحصول على الماء والخبز، في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة. وتقول إحدى الأمهات: “في أيام المجاعة، كنت أتألم كلما طلب أحد أبنائي طعامًا ولم أجد ما أسد به رمقهم.. الأمومة في الحرب مأساة بكل تفاصيلها”.
لا تقتصر معاناة النساء على الجانب المعيشي فقط، بل تمتد إلى الألم النفسي والجسدي. النزوح والدمار ومشاهد القتل المستمرة تركت أثرًا عميقًا في صحتهن النفسية، فالكثيرات يعانين من القلق والتوتر والإجهاد المزمن. تقول إحدى الناجيات: “تغيرت بشرة النساء بسبب سوء التغذية والإرهاق، وأصبحنا بحاجة ماسة إلى دعم نفسي يساعدنا على التعافي”.
بحسب التقارير، فإن حرب الإبادة في غزة التي امتدت لعام ونصف أودت بحياة 12,316 امرأة، بينما تعاني مليون امرأة وفتاة من أسوأ تداعيات الحرب. في ظل الجوع والمرض والخوف المستمر، تبقى المرأة الغزية العمود الفقري للصمود الفلسطيني، تحافظ على تماسك العائلة والمجتمع رغم كل ما تعانيه.
في اليوم العالمي للمرأة.. أرقام مأساوية توثّق تنكيل الاحتلال بنساء غزة ومعاناة لا توصف