اخر الاخبار

“نصف راتب” يدفع معلمي إدلب للإضراب

إدلب – سماح علوش

أصدر معلمون تابعون لمديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب بيانًا عبروا خلاله عن استيائهم من قرار صادر عن المديرية، يقضي بصرف نصف راتب عن شهر تشرين الثاني، داعين لإضراب عام حتى يتم النظر بمطالبهم.

وجاء في البيان الصادر في 27 من كانون الأول 2024، أن الديون المتراكمة على المعلمين والضغوط الاقتصادية، تهدد قدرتهم على الاستمرار، لذلك فهم مضطرون لإعلان الإضراب عن العمل حتى تحقيق مطالبهم.

خمسة مطالب

نص البيان على أن استمرار تجاهل مطالب المعلمين يؤدي إلى تعطيل العملية التعليمية، وحرمان آلاف الطلبة من حقهم في التعليم، كما حمل البيان خمسة مطالب هي:

  • صرف جميع الرواتب المتأخرة بشكل فوري.
  • إلغاء قرار الحسم بنسبة 50% من الرواتب.
  • تقديم ضمانات بعدم تأخير الرواتب مستقبلًا.
  • تحسين الظروف المعيشية للمعلمين بما يتناسب مع الوضع الاقتصادي.
  • صرف رواتب دائمة للمعلمين صيفًا شتاء.

ولفت المعلمون إلى أن هذا الإضراب ليس رغبة منهم في التوقف عن العمل، بل هو وسيلة أخيرة للحصول على حقوقهم المشروعة.

وعود بالتعويض

في المقابل، مدير التربية والتعليم في إدلب، أحمد الحسن، قال ل، إنه سيتم صرف نصف راتب عن شهر تشرين الثاني 2024 للكوادر التعليمية، لكن هذا الإجراء ليس فقط في قطاع التربية، إنما لجميع الوظائف والمسميات الوظيفية في الشمال السوري.

وأضاف أنه تم إيصال رسائل للكوادر كافة، بأن الاقتطاع من الرواتب محدود إلى أمد قريب، مع وعود بتعويضهم لاحقًا.

وفيما يتعلق بزيادة الرواتب في المحافظات الأخرى، قال الحسن، إن هنالك فارقًا في الأجور بين مناطق الشمال السوري، والمناطق التي تحررت من قوات النظام السابق مؤخرًا.

وذكر أن متوسط الأجور في المناطق التي تحررت حديثًا لا يتجاوز 17 دولارًا أمريكيًا، والزيادة في تلك المناطق استجابة طارئة، ومستقبلًا سيكون الراتب موحدًا لجميع العاملين في المحافظات السورية.

الراتب لا يكفي

شكّل اقتطاع نصف الراتب صدمة لدى المعلمين، خاصة أن حكومة دمشق المؤقتة التي تدير الحكم حاليًا في سوريا، وعدت برفع رواتب الموظفين في المحافظات 400%، بعد سقوط النظام السوري، في 8 من كانون الأول.

في استطلاع للرأي أجرته لعدد من المعلمين، قال محمد نور، وهو مدرس يعمل في مخيمات ريف إدلب، إن قرار نصف الراتب “مجحف” بحق جميع المعلمين، مضيفًا أنه يتقاضى 120 دولارًا في الشهر، ويدفع شهريًا 25 دولارًا كأجور مواصلات، متسائلًا كيف له أن يتدبر أمره فيما تبقى له بعد الحسم.

في حين قالت أمينة، وهي معلمة من ريف جسر الشغور، إنها شعرت بخيبة أمل كبيرة عند سماعها بقرار منح نصف راتب، لا سيما أن زوجها معلم أيضًا، وينتظران الراتب كي يسددا بعضًا من الديون المتراكمة، كما أنهما لا يتقاضيان أي راتب خلال أشهر العطلة الصيفية.

وتتراوح أجور المعلمين في مناطق إدلب وريفها بين 100 و170 دولارًا، فمعلم الصف الأصيل يتقاضى 150 دولارًا، بينما الوكيل 120 دولارًا، ومدير المدرسة 160 دولارًا، ومدرسو الاختصاص الأصلاء يتقاضون على الساعة 1.7 دولار، بينما الوكلاء وخريجو المعاهد 1.5 دولار.

تتقاضى المعلمة فادية (مدرسة اختصاص في ريف سلقين) 100 دولار شهريًا، بسبب عدم وجود ساعات كافية لنصابها كمدرّسة، ولديها أربعة أطفال، وتحتاج شهريًا إلى 50 دولارًا بين أقساط حضانات وروضات وأجور مواصلات.

عبّرت فادية عن استيائها مع زملائها من قرار جاء بظروف معيشية سيئة، وفي أكثر فصول السنة قسوة، فلا يمكنهم شراء مواد للتدفئة أو كسوة لأطفالهم.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها صرف نصف راتب للعاملين في مناطق إدلب وريفها التابعين لحكومة “الإنقاذ” سابقًا، حيث تم ذلك في شهري أيلول وتشرين الأول دون توضيح الأسباب.

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *