اشتكى أهالٍ في مدينة بانياس بمحافظة طرطوس تردّي الواقع الخدمي للكورنيش البحري وغياب خدمات أساسية لمرفق حيوي بهذه الأهمية، أبرزها الإضاءة و”الكافيتريات” والنظافة، عن المكان الذي يعتبر متنفّس سكّان المدينة الأول، بحسب ما ذكره الأهالي ل.

محمد (32 عامًا) من أهالي مدينة بانياس قال ل، إن واقع النظافة على الكورنيش البحري “ببكّي” على حد تعبيره، إذ تنتشر قمامة الزوّار وتتراكم لأيام، بالإضافة إلى تفشّي القوارض والحشرات بشكلٍ لا يليق بمرفق يُعدّ “المتنفّس الأول لسكّان المدينة”.

وناشد محمد الجهات المعنية بالتوجيه والاهتمام بواقع النظافة على الكورنيش وترحيل القمامة بشكلٍ يومي، باعتبار أن الفترة الحالية هي ذروة الموسم، كما أنه من الضروري مكافحة القوارض والحشرات، مطالبًا الزوّار والأهالي لتفعيل دورهم بالاهتمام بنظافة الكورنيش، والذي لا يقل أهمية عن دور البلدية بهذا الخصوص.

وتساءلت ميرنا (44 عامًا) في حديثها ل، أثناء ممارستها لرياضة الجري على الكورنيش البحري، عن أسباب تعتيم الكورنيش الشمالي منذ أشهر دون أي إجراء من قبل مجلس المدينة للصيانة، مشيرًة إلى أنه سبق وأن تمّت إنارته قبل نحو 4 سنوات، وكان واقع الإنارة جيد جدًا.

وتحدثت عن أهمية إعادة تنويره لما لهذا الأمر من انعكاسات إيجابية وارتياح لمرتادي الكورنيش والزوّار، خاصًة في ظل الظروف الحالية، وكونه يخدّم عددًا كبيرًا من المواطنين.

بدوره، استفسر إبراهيم (48 عامًا) في حديثه مع، أثناء جلوسه على إحدى الطاولات الإسمنتية، رفقة أطفاله، عن أسباب قيام مجلس المدينة بهدم الكافيتريات على الكورنيش البحري، والتي كانت تخدّم الأهالي، في ظلّ غياب بدائل مناسبة عنها.

وتابع إبراهيم أنه ربما تكون للجهات المعنية بالأمر أسباب ومبررات منطقية لاتخاذ إجراء كهذا، متسائلًا لماذا اللجوء لخيار الهدم بدلًا من تصحيح الوضع، خاصًة في ظل غياب بدائل ملائمة، وهل من خطة قريبة لتأمين بديل مناسب يخدّم الأهالي أم سيحتاج الأمر إلى “خطط خمسيّة”، بحسب تعبيره.

مجلس المدينة يرد

وفي ردّه على ما ورد من استفسارات، قال رئيس مجلس مدينة بانياس بمحافظة طرطوس، بشار حمزة، ل، إن الكافيتريات التي جرى إزالتها مخالفة لشروط الكافيتريات منذ بدايات الثورة وخاصًة للواجهات البحرية، إذ تمّ تشييدها خلال عامي 2012 و 2013 من قبل “شخصيات متنفذة” نتيجة للفوضى.

وأضاف حمزة أن الكافيتريات يجب ألّا تحجب الرؤية عن المواطن، كما يجب أن تكون “بسيطة”، طاولات وكراسي فقط لا أكثر، حيث إن الكافيتريات التي قاموا بإزالتها كانت “تشوّه المنظر العام للكورنيش”.

وحول البدائل للفترة القادمة، خاصًة في ذروة الموسم، أجاب حمزة، أنه سيتم قريبًا الفرز إلى “قهاوي” عبارة عن كراسي وطاولات فقط مع أماكن تخديم وفق نماذج محددة، لا تشكّل أي “إعاقة” للمشهد للبحري، وذلك من خلال عدم السماح بإشغالات من مواد ثابتة (بيتون، بلوك..).

وعن واقع النظافة، قال رئيس مجلس المدينة، إن النظافة والزراعة هي من مسؤولية شركة “E-clean”، وقد تم التوجيه للشركة للاهتمام بواقع النظافة بشكلٍ أكبر مع دخول فصل الصيف، وخاصًة القوارض والحشرات، لافتًا إلى وعود حصلوا عليها برش المبيدات الحشرية، وخاصًة على الكورنيش البحري.

وتعمل شركة “E-Clean” في مجال النظافة، إذ بدأت تقديم خدماتها في مناطق شمال غرب سوريا، خاصةً في إدلب (آب 2022)، قبل توسعة نطاق عملها ليشمل مناطق أُخرى، حيث تقوم بتنظيف الطرقات وجمع النفايات وإعادة تدويرها، بهدف تحقيق بيئة نظيفة ومُستدامة.

من جهته، قال مسؤول النظافة في بانياس التابع لشركة  “E-clean”، مازن حمودة، ل، إن العمال يقومون بترحيل القمامة بشكلٍ يومي من على الكورنيش البحري، كما قامت الشركة مؤخرًا برش المبيدات للقوارض والحشرات على الجرف الصخري، عازيًا أسباب وجود تراكمات “بسيطة” أحيانًا إلى عطل في إحدى الأدوات التي تأخَر إصلاحها لعدم توفر قطعة استبدال لصيانتها.

وفي 7 من تموز، زوّد مجلس مدينة بانياس مؤسسة “البيئة النظيفة” بعدد من حاويات القمامة، إذ قام بتخصيصها للكورنيش الجنوبي حفاظًا على النظافة العامة، راجيًا من المواطنين وضع القمامة في أماكنها المخصصة، وفق ما نشره عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”.

وفي ردّه حول أسباب تعتيم الجزء الشمالي من الكورنيش البحري، أوضح حمزة، إن الكورنيش الشمالي مُنار من الخط الساخن الذي يُغذّي المدينة الرياضية، لكن الأعطال الكثيرة لهذا الخط أدّت إلى فقدان الشبكة المُغذّية لهذا الجانب من الكورنيش، نتيجة تعطّل الخلية الضوئية ومعظم الأجهزة والتجهيزات الأُخرى.

البلدية” عاجزة

وعن أسباب عدم إجراء الصيانة بالرغم من مضي مدة طويلة على مشكلة الإنارة وبدء الموسم الصيفي، أرجع حمزة الأسباب إلى عدم تصديق موازنة مجلس مدينة بانياس حتّى الآن، مبينًا أن البلدية حاليًا “ليس باستطاعتها شراء قلم واحد”، مؤكّدًا أنه سيتم حل العديد من الأمور البسيطة العالقة عند تصديق الموازنة، إذ سيتم تخصيص بنود للإنارة، الطرق، والصرف الصحي.

وفي حزيران 2023، قال رئيس مجلس مدينة بانياس، بشار حمزة، لوسائل إعلام محلية، إنه لا إمكانيات لتركيب أجهزة الطاقة الشمسية في كورنيش المدينة والشوارع الرئيسية، إذ يحتاج تركيبها إلى ميزانية عالية، وليست من ضمن الأولويات.

وأوضح حمزة أن إنارة نصف أعمدة الكورنيش، أي 60 عمودًا من أصل 120 لضبط النفقات، تصل تكلفتها إلى 800 مليون بشكلٍ تقريبي، في حين أن موازنة البلدية بمجملها مليار ليرة، (800 مليون منها حصيلة الرواتب و 200 مليون متبقية لتحسين الطرقات والأولويات المتعلّقة بالمظهر الحضاري والصحة والنظافة وتوفير مادة المازوت لآليات نقل القمامة).

وأعلن مجلس مدينة بانياس، في 26 نيسان الماضي، أن قسم النظافة والزراعة أصبح مستقلًا عن مجلس المدينة ويتبع إلى مديرية النظافة والحدائق في محافظة طرطوس  شركة (E-clean)، وذلك في إطار إعادة هيكلة مؤسسات الدولة و “تطوير الواقع الخدمي”، مخصصين الرقم 0988372546 لتقديم الشكاوى المرتبطة.

وفي عام 2021، قام مجلس مدينة بانياس بإنارة الكورنيش الجنوبي بأجهزة موفّرة للطاقة من نوع “LED”، وكان لهذا المشروع أثرًا اجتماعيًا وخدميًا كبيرًا انعكس على الواقع وأعطى صورة حضارية وجمالية، وذكر حمزة آنذاك (3 أيار 2021) أنه تم البدء بإنارة الكورنيش الشمالي بأجهزة حديثة أيضًا على أن يتم الانتهاء من الأعمال خلال أيام قليلة، وفق ما نقلته عنه صحيفة محلية حينها.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.