
في كندا، حيث تُرفع شعارات حرية التعبير، وجدت الطبيبة السورية نهلة السراج نفسها في قلب حملة تشهير وتحريض فقط لأنها رفضت الصمت على ما يحدث في غزة. فمنذ أكتوبر 2023 بدأت تتلقى رسائل غريبة وهجمات رقمية منظّمة بسبب تضامنها مع الفلسطينيين.
وفي منتصف 2024 خرجت الحملة من العالم الافتراضي إلى المؤسسات الطبية، قبل أن تتلقى إشعارًا باجتماع عاجل انتهى بإبلاغها بقرار فصل جاهز، دون توجيه أي خطأ مهني لها، بل تحت ذريعة أن منشوراتها “أثارت اهتمامًا عامًا”.
الأخطر كان تسريب معلوماتها الشخصية، من مكان تدريبها إلى عنوان سكنها، ما جعلها هدفًا مكشوفًا وجرّدها من الإحساس بالأمان. وتقول نهلة إن الشهور المتواصلة من الهجمات تركتها مُنهكة في ظل محاولات واضحة لإسكات صوتها.
واليوم تدرس خياراتها القانونية، لكنها ترى أن قضيتها أعمق من قرار فصل؛ فهي جزء من معركة أوسع على حرية الكلمة، وعلى حق الإنسان في قول الحقيقة دون أن يدفع ثمنًا يفوق قدرته. قصة نهلة تختصر الثمن الذي يدفعه كل من يقول: “غزة تستحق الحياة”.
