نواب البرلمان عن تصريحات رئيس مجلس الوزراء:
مصر تبني اقتصادًا مقاومًا بعيدًا عن الأموال الساخنة
تحقيق الاكتفاء الدولاري من الداخل ينعكس على الموازنة العامة
تحسن الوضع النقدي يعيد تشغيل الصناعة بكفاءة
أكد عدد من أعضاء مجلس النواب أن تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بشأن تحقيق الدولة وفرة في العملة الصعبة من موارد محلية، تمثل نقطة تحول جوهرية في مسار الاقتصاد المصري، وتعكس حالة من الاستقرار النقدي غير المسبوق منذ سنوات.
وشدد النواب على أن هذا التحسن المالي يمهد لتقليل الاعتماد على الاستدانة الخارجية، ويمنح الموازنة العامة للدولة فرصة أكبر للإنفاق على أولويات التنمية دون ضغوط تمويلية، كما أنه يدعم القطاع الصناعي بشكل مباشر من خلال تيسير الإفراج عن مستلزمات الإنتاج وضمان استقرار العملية التصنيعية.
أكد النائب علي الدسوقي، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، أن تصريحات رئيس الوزراء بشأن تحقيق الدولة اكتفاءً في مواردها من العملة الصعبة لشهر مايو، وللشهر الرابع على التوالي، تعكس نقلة نوعية في إدارة الاقتصاد المصري، وتبرهن على أننا أمام اقتصاد أكثر قدرة على مواجهة التحديات دون الاعتماد على الحلول السريعة أو التمويلات الخارجية المؤقتة.
وأوضح الدسوقي في تصريح خاص لـ”صدى البلد”، أن الاستقلال النقدي الذي حققته الدولة حاليًا لم يأتِ مصادفة، بل هو ثمرة إجراءات إصلاحية جريئة ساعدت في تحسين بيئة الاستثمار، وتحقيق استقرار في ميزان المدفوعات، وهو ما يقلل من تقلبات السوق ويحمي الاقتصاد من الأزمات العالمية الطارئة.
وأضاف: “البعض يروّج لفكرة أن الأموال الساخنة لا تزال المحرك الأساسي، لكن الحقيقة أن دخولها وخروجها يتم بشكل طبيعي ولا يمس صلابة الاحتياطي الأجنبي، وهذا ما يُظهر قوة مركز مصر المالي اليوم”.
ومن جانبها، قالت النائبة إيفلين متى، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، أن حديث رئيس الوزراء بشأن توافر العملة الصعبة من مصادر محلية هو إعلان حقيقي عن بدء مرحلة الإنتاج الوطني المعتمد على الذات، وليس مجرد خطاب اقتصادي.
وأكدت متى في تصريح خاص لـ”صدى البلد”، أن الصناعة الوطنية كانت تدفع الثمن الأكبر في فترات شح الدولار، من خلال تعطّل سلاسل التوريد وتأخر الإفراجات الجمركية، لكن نجاح الدولة في تأمين احتياجاتها الدولارية داخليًا يعني أن المصانع ستبدأ في العمل بكفاءة أعلى، دون توقف أو تأخير.
وأضافت: “حين تتمكن الدولة من تمويل وارداتها الإنتاجية دون أموال ساخنة، فهذا يعكس قوة البنية الاقتصادية، ويخلق بيئة صناعية مستقرة، تُشجع على التوسع وزيادة الصادرات وتقليل فاتورة الاستيراد”.
وشددت على أن هذا التحول هو بمثابة رئة جديدة للصناعة المصرية، ويجب دعمه بتيسير الإجراءات أمام المستثمرين الصناعيين، وتعزيز توطين الصناعات الحيوية.
وبدورها، قالت النائبة ميرفت الكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي تكشف عن مرحلة جديدة في السياسات المالية للدولة المصرية، عنوانها الاستقلال والاعتماد على الذات.
وأضافت الكسان في تصريح خاص لـ”صدى البلد”، أن نجاح الحكومة في تغطية الإنفاق العام بموارد محلية من العملة الصعبة لأربعة أشهر متتالية، يرسل رسالة ثقة واطمئنان لكل المواطنين، ويثبت أن الاقتصاد لم يعد هشًا أو مرهونًا بالتقلبات الخارجية أو رؤوس الأموال سريعة الخروج.
وأشارت إلى أن هذا التحول ينعكس مباشرة على إعداد وتنفيذ الموازنة العامة الجديدة، حيث تتوفر مصادر تمويل مستقرة، مما يتيح توجيه الإنفاق نحو الخدمات الأساسية وتحسين حياة المواطنين دون الحاجة لتوسيع الاقتراض أو اللجوء لتمويلات طارئة.
واختتمت تصريحها بالتأكيد على أن ما يحدث الآن هو تأكيد عملي على نجاح الحكومة في إدارة موارد الدولة بكفاءة، وتحقيق نوع من الاستقلال المالي الذي كانت مصر تسعى إليه منذ سنوات.
وكان الدكتور مصطفى مدبولي، قال إنن الوضع المالي للدولة المصرية يشهد تحسنًا ملحوظًا، حيث أشار إلى أن الموارد المحلية من العملة الصعبة خلال شهر مايو، وللشهر الرابع على التوالي، كانت كافية لتغطية الاستخدامات والانفاق على احتياجات الدولة.
كما شدد على قدرة الدولة المصرية على تأمين هذه الاحتياجات بشكل مستقل، بعيدًا عن الاعتماد على الأموال الساخنة، على عكس ما يدعيه بعض الخبراء أن الدولة ما زالت تعتمد على الأموال الساخنة، وهو بالعكس تمامًا فهناك حركة طبيعية لدخول وخروج الأموال الساخنة وفقاً للمتبع في أي دولة من دول العالم، ولا يؤثر هذا الأمر على احتياطي الدولة أو إنفاقها من تلك العملة.
المصدر: صدى البلد