أنقذت الحكومة النيجيرية الاثنين، 100 تلميذ اختُطفوا الشهر الماضي، من مدرسة كاثوليكية في ولاية النيجر، في واحدة من أكبر أعمال الخطف الجماعي التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، فيما زار وفد من الكونجرس الأميركي البلاد، بعد أن هدد الرئيس دونالد ترمب الشهر الماضي، بعمل عسكري بسبب معاملة المسيحيين في البلاد.

ووصل الطلاب إلى المقر الحكومي في مينا عاصمة ولاية النيجر، وسُلّموا إلى حاكم الولاية.

وأشاد الرئيس بولا تينوبو بعملية الإنقاذ، وقال: “لا تزال توجيهاتي لقواتنا الأمنية هي إنقاذ جميع التلاميذ وغيرهم من النيجيريين المخطوفين في جميع أنحاء البلاد وإعادتهم إلى ديارهم سالمين. يجب أن نعرف مصير جميع الضحايا”.

ولم يُعلّق تينوبو ومسؤولو الحكومة النيجيرية علنا على كيفية تنفيذ عملية الإنقاذ، ولم يتضح ما إذا كان الأطفال حرروا عبر مفاوضات أم بدفع فدى أو بعملية أمنية.

وقالت طفلة تدعى فلورنس مايكل إن الأطفال كانوا ينامون على قماش مشمع في الغابة. وأضافت “أعطونا قماشاً مشمعاً، لنضعه على الأرض، وننام عليه، و(طلبوا) ألا نسبب لهم إزعاجاً”.

وأفادت الجمعية المسيحية النيجيرية بأن مسلحين اختطفوا أكثر من 300 تلميذ و12 موظفاً في 21 نوفمبر، من المدرسة الداخلية الكاثوليكية في بابيري، وهي قرية صغيرة في ولاية النيجر.

وتمكن 50 تلميذاً من الفرار في الساعات التالية.

عمليات خطف واسعة

وبعد ورود أنباء الإنقاذ، أبدى العديد من الآباء قلقهم إزاء نقص المعلومات من السلطات بشأن ما إذا كان أطفالهم من بين المحررين. ولا تتجاوز أعمار بعض الأطفال المختطفين ست سنوات.

وقالت يونوسا كابوكايا، التي كانت ابنتها ماجريت، البالغة من العمر 11 عاماً، بين التلاميذ الذين اختطفوا في نوفمبر: “علمت بالخبر للتو على وسائل التواصل الاجتماعي”.

وأضافت “لم يتصل بي أحد، لكنني أتطلع لمعرفة ما إذا كانت ابنتي من بين التلاميذ الذين تم إنقاذهم”.

ومضت قائلة “لا ينبغي أن يكون الأطفال فريسة سهلة للإرهابيين”.

وأثار الاختطاف غضباً واسعاً بسبب تفاقم انعدام الأمن في شمال نيجيريا، حيث تستهدف العصابات المسلحة المدارس بشكل متكرر طلبا للفدى. وازدادت عمليات الاختطاف من المدارس بعد أن خطف مسلحو جماعة بوكو حرام 276 فتاة من شيبوك في ولاية بورنو بشمال شرق البلاد عام 2014.

وقال تينوبو إنه ينبغي على قوات الأمن منع أي عمليات اختطاف مستقبلاً، بعد أن أجبرت هذه العمليات مئات المدارس على الإغلاق في شمال نيجيريا.

وأضاف “يجب ألا يظل أطفالنا فريسة سهلة لإرهابيين قساة القلوب الذين يهدفون إلى تعطيل تعليمهم وتعريضهم وآبائهم لصدمات نفسية مروعة”.

نيجيريا وأميركا تشكلان فرقة عمل مشتركة

وزار وفد من الكونجرس الأميركي نيجيريا الاثنين، للقاء قادة الحكومة والكنيسة، وعبر عضو الكونجرس رايلي مور عن ارتياحه إزاء إنقاذ الأطفال، وقال إن المحادثات ركزت على خطوات لتعزيز الأمن في نيجيريا، وإنه سيتم تشكيل فرقة عمل مشتركة بين نيجيريا والولايات المتحدة.

وكتب مور على (إكس) “أود أن أشكر مستشار الأمن القومي نوهو ريبادو على محادثته المثمرة والإيجابية”.

وأضاف أنه جرت مناقشة خطوات وإجراءات ملموسة، والتي يُعتقد أنها يمكن أن تقضي على “المنظمات الإرهابية” في شمال شرق نيجيريا و”توقف قتل المسيحيين”.

وأشار إلى أن إنقاذ 100 من تلاميذ المدارس “دليل إيجابي على استجابة الحكومة المتزايدة للوضع الأمني”، مستشهداً بتشكيل فرقة العمل المشتركة كمثال على التعاون المتنامي.

وأوضح “لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، لكن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح”.

شاركها.