أعلنت منظمة الصحة العالمية، نهاية أيار الماضي، عن إدراج المتحور الجديد لفيروس “كورونا” المعروف باسم “نيمبوس” (NB.1.8.1) ضمن قائمة المتحورات تحت المراقبة، بعد أن تم رصده في أكثر من 20 دولة حول العالم (دول شرق البحر الأبيض المتوسط منها سوريا، ​​وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ)، ووصول نسبته إلى نحو 10% من العينات التي خضعت للتحليل عالميًا، ما يعكس سرعة في الانتشار تستدعي المراقبة الدقيقة.

المنظمة أوضحت أن هذا التصنيف لا يعني أن المتحور أكثر خطورة أو أشد فتكًا بالضرورة، لكنه يسمح للجهات الصحية بمتابعته عن كثب ورصد أي تطورات تتعلق بانتشاره أو قدرته على التسبب في موجات إصابات جديدة.

العدوى والأعراض

يعد متحور “نيمبوس” شديد العدوى، وأثار خلال أشهر صيف 2025 موجة إصابات كثيرة، وحذر باحثون في بريطانيا من أن قدرة هذا المتحور على إصابة الخلايا البشرية والتملص من الاستجابة المناعية قد تكون أعلى من السلالات السابقة، مما يجعله أسرع انتشارًا.

وينتشر الفيروس بالطريقة المعتادة، من شخص لآخر، بشكل أساسي من خلال الرذاذ الناتج عن السعال، عندما يسعل الناس أو يعطسون، أو حتى حين يتحدثون عن قرب، وفقًا للدكتور تشون تانغ، طبيب الرعاية الأولية بمركز “بال مول” الطبي في بريطانيا.

وقال إنه مثل المتحورات الأخرى، يمكن أن يعلق في الهواء بالأماكن سيئة التهوية، إذ لا يختلف “نيمبوس” كثيرًا عن متحور “أوميكرون”، ولكنه يحتوي على بعض التعديلات على بروتين “سبايك” (البروتين الشوكي لفيروس كورونا ويُسمى أحيانًا بروتين الشوكة) الخاص به، مما قد يجعله ينتشر بسهولة أكبر أو يتخطى بعض مناعتنا الموجودة.

وتشير التقارير الطبية إلى أن “نيمبوس” يتشابه مع متحورات “كورونا” السابقة في أعراضه التنفسية، مثل: الحمى، السعال، التهاب الحلق، لكن اللافت أنه قد ترافقه أعراض هضمية متنوعة، من بينها: الغثيان، القيء، الإسهال، حرقة المعدة، الانتفاخ وآلام البطن، وأخرى عضلية، مثل آلام العضلات.

هذا التنوع في الأعراض قد يؤدي إلى ارتباك في التشخيص، إذ يمكن أن تختلط مع نزلات البرد أو اضطرابات المعدة الشائعة.

ويرى البروفيسور لورنس يونغ، عالم الفيروسات في جامعة “ورك” البريطانية، أن التراخي في اتباع التدابير الصحية أو الإهمال في التطعيم قد يفتح المجال أمام انتشار وبائي جديد، حتى في الأجواء الحارة.

فعالية اللقاحات والإجراءات الوقائية

تعتبر منظمة الصحة العالمية (Who) أن لقاحات “كوفيد-19” الحالية فعالة في الوقاية من المرض الشديد، وتوصي بالإعطاء المعزز (الجرعات التنشيطية) مجانًا للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات، مثل كبار السن (فوق 75 عامًا)، والمقيمين في دور الرعاية، وذوي المناعة الضعيفة.

ويرى علماء الفيروسات أن التراخي في الوقاية أو الإهمال في أخذ اللقاحات قد يفتح الباب أمام انتشار أوسع للمتحور؟

وتتضمن التوصيات الأساسية لمواجهة المتحور:

  • ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة.
  • غسل اليدين بانتظام.
  • التباعد عند الضرورة.
  • مراجعة الطبيب عند ظهور أعراض غير اعتيادية.
  • متابعة برامج التطعيم وأخذ الجرعات التنشيطية.

يبيّن ظهور هذا المتحور أن فيروس “كورونا” لا يزال حاضرًا، وأن الالتزام بالإجراءات الوقائية ومتابعة التطعيمات يشكلان الطريقة الأضمن للحفاظ على الأمن الصحي للجميع.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.