أفادت صحيفة “هآرتس”، نقلاً مسؤولين إسرائيليين، الثلاثاء، بأن تل أبيب تدرس عدة سيناريوهات محتملة لوقف إطلاق الحوثيين في اليمن الصواريخ باتجاهها، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن عملية جديدة حملت اسم “الراية السوداء” لضرب المواقع الاستراتيجية باليمن.

ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، من بين تلك السيناريوهات هو التوصل إلى “ترتيب دبلوماسي” مع حركة “حماس” أو إيران يتضمن، بشكل علني أو ضمني، وقف الهجمات القادمة من اليمن، أو الاستمرار في العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي، وربما بمشاركة جيوش أخرى، ضد الحوثيين.

وذكرت الصحيفة أن تل أبيب تأمل من هذه الخطوة أن تؤدي تدريجياً إلى إضعاف قوة الجماعة اليمنية ودافعها لمهاجمة إسرائيل؛ أو تنفيذ عملية طموحة، غير مضمونة النتائج، لتشجيع الحكومة اليمنية على التحرك ضد الحوثيين.

وأشار مسؤولون إسرائيليون، إلى أن الاحتمال الأكثر ترجيحاً هو التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال في قطاع غزة، “ما من شأنه أن ينهي الذريعة التي انطلقت منها الهجمات الحوثية من اليمن”.

وترى “هآرتس”، أن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع يحرص على التأكيد أن إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل هدفه دعم سكان غزة، وقد علقت الجماعة اليمنية هجماتها خلال فترات تنفيذ الاتفاقيات بين إسرائيل و”حماس”.

وقال مسؤول مطلع على مناقشات القيادة السياسية الإسرائيلية: “لقد أوضح الحوثيون أن الهجمات ستتوقف إذا تحقق الهدف الذي حددوه، وهو إنهاء الحرب في غزة”، لكنه أضاف: “علينا أن نتذكر أنه لا يمكن الاعتماد على تقديراتهم، فهم ليسوا كحزب الله (في لبنان)، الذي يتخذ قرارات بناءً على نوع من العقلانية”.

ويخشى المسؤولون الإسرائيليون، من احتمال تتجدد الهجمات من اليمن مستقبلاً بسبب التصعيد مع الفلسطينيين في الضفة الغربية أو غزة، أو حتى نتيجة مواجهات في المسجد الأقصى، بحسب الصحيفة.

ويرى المسؤولون، أن التوصل إلى تفاهم مع إيران، وذلك في إطار الحوار الذي تسعى واشنطن إلى استئنافه مع طهران، قد يُسهم في وقف الهجمات القادمة من اليمن.

وأشار مسؤول رفيع المستوى في تصريحات لـ”هآرتس”، إلى أن “الحوثيين امتداد لإيران، والافتراض الأساسي هو أن التوصل إلى حل مع طهران سيؤدي أيضاً إلى وقف الهجمات من اليمن”.

ووفقاً “هآرتس”، لا تزال القدرة على التوصل إلى اتفاق يلزم الحوثيين غير واضحة في هذه المرحلة، كما أنه ليس من الواضح متى يمكن أن يدخل مثل هذا الاتفاق حيز التنفيذ. وحتى ذلك الحين، فإن الخيار المتاح أمام تل أبيب هو مواصلة الهجمات في عمق اليمن.

ولفت مسؤول إسرائيلي، إلى أنه “من غير الواضح ما إذا كانت هذه الهجمات ستؤدي إلى النتيجة المرجوة”، مضيفاً: “من المرجح أن تجد إسرائيل صعوبة في وقف إطلاق الصواريخ بهذه الطريقة”.

وتابع: “الحوثيون عدو لا يُستهان به.. فهم يمتلكون صواريخ إيرانية متطورة، وكل عملية إطلاق تتم بإشراف خبراء بهدف تحسين دقة الضربات اللاحقة”.

وترى الصحيفة، أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية نجحت في اعتراض معظم الصواريخ والطائرات المسيرة التي أُطلقت من اليمن، ما جعل الهجمات المتكررة مجرد مصدر إزعاج في الغالب.

لكن إسرائيل تدرك جيداً المخاطر الأكبر المترتبة على استمرار هذه الهجمات مثل سقوط ضحايا مدنيين، أو إصابة مباشرة للبنية التحتية؛ أو منع شركات الطيران الأجنبية من السفر إلى إسرائيل.

ومن بين المخاوف سيناريو مشابه لما حدث في مايو الماضي، حين أطلق صاروخ باليستي من اليمن وسقط بالقرب من أحد مباني مطار بن جوريون الدولي، ما أدى إلى إلغاء رحلات من وإلى إسرائيل.

وخلال الأشهر الماضية، كثفت إسرائيل من جهودها في جمع المعلومات الاستخبارية وشن الهجمات ضد أهداف في اليمن.

وأطلق الجيش الإسرائيلي، الاثنين، عملية جديدة ضد الحوثيين سُميت “الراية السوداء”، استهدف خلالها عدداً من المواقع الاستراتيجية.

وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن العملية في اليمن تهدف إلى إيصال رسالة مفادها أن “مصير اليمن هو ذاته مصير طهران”، وأن “الحوثيين سيواصلون دفع ثمن باهظ مقابل أفعالهم”.

شاركها.