هاريس تعود للأضواء بانتقاد ترمب: تسبب في أكبر أزمة اقتصادية

دعت نائبة الرئيس الأميركي السابقة كامالا هاريس، الأميركيين، إلى الوقوف معاً ضد الرئيس دونالد ترمب، وما وصفته بأنه “أكبر أزمة اقتصادية من صنع الإنسان في تاريخ الرئاسة الحديث”، متهمة إياه بـ”التخلي عن المبادئ الأميركية”.
وأدلت هاريس بهذه التعليقات، الأربعاء، في أكبر خطاب لها منذ مغادرتها منصبها، فيما يعد عودة سياسية لمرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة في انتخابات 2024، والتي خسرتها أمام ترمب.
وقالت هاريس في كلمة أمام حشد من سكان مدينتها الأم في منطقة خليج سان فرانسيسكو، في فعالية نظمتها “إميرج أميركا”، وهي منظمة تعمل على انتخاب نساء الحزب الديمقراطي في الكونجرس: “استفاد الأثرياء من سياسات ترمب”، واصفة سياسته بأنها “رؤية ضيقة أنانية”.
وفي حديثها بمناسبة مرور 100 يوم عرلى تولي ترمب المنصب، قالت هاريس: “بدلاً من إدارة تعمل على تعزيز المُثُل العليا لأميركا، نشهد تخلياً شاملاً عن تلك المُثُل”.
“عقود من التحضير” لأجندة ترمب
وتطرقت هاريس إلى الرسوم الجمركية، التي تشكل السمة المميزة لسياسة ترمب الاقتصادية، فيما وصفتها بأنها “متهورة”، وقالت: “كما توقعت، إنها تُؤدي بوضوح إلى ركود اقتصادي”.
وأضافت: “هذه الضرائب على الواردات ستضر بالعمال والأسر من خلال رفع كلفة الضروريات اليومية، وستُدمر حسابات التقاعد التي أمضى الناس حياتهم في سدادها، وستُشلّ الشركات الأميركية، الكبيرة والصغيرة، ما سيُجبرها على تسريح العمال”.
واعتبرت هاريس، أن هناك منهجاً وراء الوتيرة المتسارعة لطرح سياسات إدارة ترمب، واصفةً الرئيس بأنه “وسيلة” لمشروع محافظ أكبر بكثير.
وقالت: “أصدقائي، من فضلكم، دعونا لا ننخدع بالاعتقاد بأن كل شيء فوضى. أعلم أن الأمر قد يبدو كذلك، لكن افهموا أن ما نشهده في الواقع هو حدث عالي السرعة، حيث تُستخدم وسيلة للتنفيذ السريع لأجندة استغرقت عقوداً من التحضير”.
مسار هاريس والحزب الديمقراطي
وبحسب شبكة CNN، فإن خطاب هاريس يأتي في منعطف حرج للمرشحة الديمقراطية للرئاسة في عام 2024، مع تساؤلات جوهرية حول مسارها المستقبلي ومسار حزبها.
وفي أعقاب خسارتها العام الماضي، بدأت هاريس وفريقها بمناقشة خطواتها التالية، سواءً بالترشح للرئاسة مرة أخرى في عام 2028، أو العودة إلى ولايتها الأم للترشح لمنصب حاكم الولاية في عام 2026.
وتعد هاريس مرشحة قوية لمنصب حاكم كاليفورنيا العام المقبل، وإذا حدث هذا قد تكون منافسة رئاسية مجدداً.
ويعتقد مستشارو هاريس، أن خوض سباق حاكم الولاية يتطلب توضيح نواياها بحلول صيف عام 2025 على أبعد تقدير، لكنها تواجه بعض الضغوط لاتخاذ قرار قريب، فهذه المنافسة محتدمة، حيث أطلقت النائبة الديمقراطية السابقة، كاتي بورتر، ونائبة الحاكم، إيليني كونالاكيس، والعديد من المتنافسين البارزين الآخرين حملاتهم الانتخابية بالفعل.
وسواء دخلت السباق في كاليفورنيا، أو صبرت على سباق الانتخابات التمهيدية نحو الرئاسة في عام 2028، فإن تصريحات هاريس تعكس أيضاً عودة متعمدة للظهور، بعد أشهر من هزيمتها، حيث يبحث الديمقراطيون عن القيادة وسط اضطرابات إدارة ترمب الجديدة.
عودة إلى الأضواء
وبالنسبة لهاريس، كان الخطاب جزءاً من عودتها التدريجية إلى الأضواء، بعد تركها منصبها في يناير الماضي.
ومن المقرر أن تُشارك نائبة الرئيس السابق في حملة لجمع التبرعات للجنة الوطنية الديمقراطية في مدينة نيويورك، الثلاثاء المقبل.
في الأشهر الأخيرة، دأبت هاريس على جمع التبرعات للجنة بانتظام باستخدام قائمة البريد الإلكتروني الشاملة التي ساعدت في تطويرها خلال حملة 2024.
وفي وقت سابق من الشهر، بدأت هاريس في تصعيد انتقاداتها العلنية لمنافسها السابق، حيث ظهرت في قمة Women Defined Summit، التي أقيمت أيضاً في كاليفورنيا، لتُعرب عن مخاوفها بشأن مسار الأحداث في الولايات المتحدة منذ تنصيب ترمب، إذ تعد إدانة هاريس للإدارة الأميركية الحالية “الأكثر صراحةً” هذا العام، بحسب CNN.