اخر الاخبار

هاريس وترامب.. نهجان متعارضان في السياسة الخارجية الأميركية |

يعتمد المرشحان للبيت الأبيض كامالا هاريس ودونالد ترامب نهجين متعارضين تماماً في السياسة الخارجية، فتدرج نائبة الرئيس الديمقراطية خطها في استمرارية لمسار جو بايدن مع بعض الفوارق الطفيفة، مؤيدة مقاربة تعددية في التعامل مع ملفات مثل أوكرانيا وغزة وإيران والصين. أما الرئيس السابق الجمهوري، فيرفع دائماً شعار “أميركا أولاً”، ويتهم إدارة بايدن وبالتالي نائبته بـ”الضعف” في عالم “مشتعل”، على حد قوله، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، متعهداً بإنهاء الحروب.

في ما يلي مواقفهما حيال بعض القضايا الدولية الكبرى، قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر:

أكدت هاريس (60 عاماً) للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته لواشنطن في سبتمبر دعمها “الثابت” لأوكرانيا.

ولا يمكن لهاريس أن تخالف هذا الخط، إذ إنها تشارك في جميع قرارات بايدن الذي تولى قيادة تحالف الدول الداعمة لأوكرانيا بعد اندلاع الحرب مع روسيا في شباط/ فبراير 2022.

ومن المتوقع أن تستمر في هذا النهج وتواصل إمداد أوكرانيا بالأسلحة، منددة ضمناً بدونالد ترامب الذي يدعو إلى “الاستسلام” أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

يعتقد المرشح الجمهوري (78 عاماً)، الذي تربطه علاقات متوترة مع زيلينسكي، أن “هذه الحرب ما كان ينبغي أن تحدث”، ويحمّل “الرئيس جو بايدن مسؤوليتها”.

وهو يشيد بـ”علاقته الجيدة للغاية” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مندداً بمنح واشنطن مبالغ طائلة لكييف. ويتعهد بإنهاء الحرب من غير أن يقدم تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك. وقال مؤخرا عبر برنامج بودكاست: “أوكرانيا لم تعد أوكرانيا”.

وفي حين يرى ترامب أن بلاده لم تعد تحظى بالاحترام الذي كانت تتمتع به من قبل في العالم، تبدي هاريس حزماً في الدبلوماسية مع السعي لاعتماد موقف أكثر توازناً حيال غزة.

لكن المرشحة الديمقراطية تتفق تماماً مع خط بايدن حيال هذا الملف أيضاً، ولم تصدر أي إشارة تفيد بتغير جذري لاستراتيجيتها، ولا سيما بشأن الدعم الأميركي لإسرائيل. وهي تدافع بشدة عن “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، لكنها تتعهد “بالتحرك ليتمكن الفلسطينيون من الحصول على حقهم في الكرامة والحرية والأمن وتقرير المصير”.

وخلافاً لترامب الذي حض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على “إنهاء المهمة”، تدعو هاريس إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار.

ويؤكد ترامب أن “السابع من أكتوبر ما كان ليحدث” لو كان هو رئيساً، وذلك في إشارة إلى الهجوم الذي نفذته حركة حماس في إسرائيل والذي أشعل الحرب في قطاع غزة. وتعهّد بأنه في حال فوزه “سيعم السلام من جديد في العالم. هذا مؤكد”.

ويتهم ترامب هاريس بأنها “تكره إسرائيل”، ويؤكد أن غزة “قد تصبح أفضل من إمارة موناكو”. وقال “إذا أصبحت (هاريس) رئيسة أعتقد أن إسرائيل ستزول خلال عامين”.

وحول الملف الإيراني، يظهر كلاهما موقفاً متشدداً، لكن ترامب اتهم إدارة بايدن بالسماح لطهران، العدو اللدود للولايات المتحدة، “بالإثراء” على الرغم من العقوبات، وبأن ضعفها سمح لطهران مهاجمة إسرائيل مرتين، في أبريل ومطلع أكتوبر.
الخصومة مع الصين

يرى المرشحان أن الصين هي الخصم الاستراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة.

إلا أن نائبة الرئيس اعتبرت أن ترامب عندما كان في السلطة، “باعنا إلى حد كبير في حين كان يتعين اتباع سياسة تجاه الصين تضمن تفوق الولايات المتحدة في المنافسة في القرن الحادي والعشرين”.

من جهته، أشار الرئيس السابق إلى أن إدارة بايدن حافظت على الرسوم الجمركية التي فرضها على بعض السلع الصينية.

وفي حال فوزها في الانتخابات، من المرجح أن تواصل هاريس السياسة الحالية المتمثلة في تحقيق الاستقرار في العلاقات بين واشنطن وبكين، والتعامل مع خلافاتهما “بشكل مسؤول”.

وإذ أظهر ترامب نفسه أكثر عدوانية تجاه دولة يصفها بأنها عدوة، إلا أنه شكك في قيام الولايات المتحدة بدعم تايوان في حال تعرضها لهجوم صيني.

يتجلى التباين بشكل واضح في هذا الملف. فهاريس تشيد بترميم الولايات المتحدة تحالفاتها في عهد بايدن، بما في ذلك داخل الحلف الأطلسي “الناتو”، بعدما شابتها خلافات خلال ولاية ترامب. وهي تعتبر أن خصمها “أضحوكة” لقادة العالم، حسب تعبيرها.

وأثار المرشح الجمهوري ضجة عندما قال إنه سيشجّع بوتين على “فعل ما يشاء” في حال لم تفِ أي من دول الناتو بالتزاماتها المالية تجاه الحلف الذي تقوده واشنطن.

وشهدت ولاية ترامب انسحاب واشنطن من اتفاقيات متعددة الأطراف مثل تلك المتعلقة بالمناخ والاتفاق حول برنامج إيران النووي، وحروباً اقتصادية ولقاءات غير معتادة على غرار اجتماعه مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في حين تعهدت هاريس بعدم عقد صداقات مع “الطغاة”، حسب تعبيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *