هاني الجمل: هجوم ريف حماة يحمل أبعادًا طائفية ويعكس هشاشة القبضة الأمنية (خاص)

الاثنين 03 مارس 2025 | 02:25 مساءً
الدكتور هاني الجمل
شهدت بلدة حيالين في ريف حماة هجومًا داميًا استهدف مصلين عقب أدائهم صلاة التراويح، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
ووفقًا لوسائل إعلام سورية، أطلق مسلحون مجهولون النار على المصلين أثناء مغادرتهم المسجد، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة ستة آخرين.
وعلى الفور، سارعت القوات الأمنية إلى إرسال تعزيزات إلى المنطقة لتعقب المنفذين والكشف عن ملابسات الحادث، الذي أثار حالة من الذعر والاستياء بين السكان.
تحليل استراتيجي للهجوم
وفي حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم، قال الدكتور هاني الجمل، رئيس وحدة الدراسات الدولية والاستراتيجية بمركز العرب، إن الهجوم يُعدّ الأول من نوعه الذي يحمل طابعًا طائفيًا، خاصة أنه وقع خلال شهر رمضان، وهو شهر تكثر فيه الصلوات والعبادات، لا سيما بين الأوساط السنية.
انعكاس الهجوم على الوضع الأمني في سوريا
وأوضح الجمل أن الاستهداف يعكس ضعف القبضة الأمنية التي تعاني منها بعض المناطق السورية، مشيرًا إلى أن ريف دمشق والمناطق المحيطة به غالبًا ما تشهد اضطرابات نتيجة ضعف سيطرة الدولة.
وأضاف أن رد الفعل الأولي للسلطات تمثل في إرسال تعزيزات أمنية إلى المنطقة، لكن حتى الآن لم تتضح هوية الجهة المنفذة، وما إذا كان الهجوم حادثًا فرديًا أم عملية منظمة تهدف إلى إحراج السلطة القائمة.
الجماعات المسلحة وتأثيرها على استقرار سوريا
وأكد الجمل أن الأوضاع الأمنية في سوريا لا تزال متوترة، خاصة مع انتشار الجماعات المسلحة التي لا تتبنى بالضرورة أيديولوجية موحدة، مما يجعل السيطرة الأمنية أكثر تعقيدًا.
كما شدد على أن التعدد الطائفي والسياسي، إلى جانب غياب اللحمة الوطنية، يسهم في تصاعد مثل هذه الحوادث الأمنية، مما قد يؤدي إلى مزيد من التوتر خلال المرحلة الانتقالية الراهنة.
تداعيات الحادث على السلطة السورية
وأشار الجمل إلى أن توقيت الهجوم خلال شهر رمضان قد يفاقم الأزمة السياسية والأمنية للسلطة، حيث يمكن استغلاله لإثارة مزيد من القلاقل.
وأخيرًا، أوضح أن استمرار عدم الاستقرار الأمني قد يؤدي إلى تكرار مثل هذه الهجمات مستقبلاً، مما يستدعي تحركات أكثر فاعلية لتعزيز الأمن ومنع استغلال التوترات الطائفية والسياسية في تأجيج الصراع داخل البلاد.
المصدر: بلدنا اليوم