قال مسؤولون أوكرانيون إن “هجوماً روسياً بصاروخين باليستيين على مدينة سومي”، شمال أوكرانيا، الأحد، قتل 34 شخصاً فيما أصيب 117 آخرين، في ضربة تعد الأعنف منذ بدء مفاوضات وقف إطلاق النار بين كييف وموسكو.
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى رد فعل دولي صارم على موسكو بعد الهجوم، الذي وقع في وقت تكافح فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتسريع إنهاء الحرب بين البلدين.
ونشر زيلينسكي مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر جثامين ملقاة في وسط أحد شوارع المدينة بالقرب من حافلة مدمرة وسيارات محترقة.
تنديد أوروبي
وندد زعماء بريطانيا وألمانيا وإيطاليا بالهجوم، إذ كتب المستشار الألماني أولاف شولتز على وسائل التواصل الاجتماعي: “تظهر هذه الهجمات مدى استعداد روسيا المفترض للسلام، وبدلاً من ذلك، نرى أنها تواصل بلا هوادة حربها العدوانية ضد كييف”، مضيفاً: “تدين ألمانيا هذا الهجوم الوحشي بأشد العبارات الممكنة”
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: “أشعر بالفزع إزاء الهجمات المروعة التي شنتها روسيا على المدنيين في سومي”، مضيفاً:” أظهر الرئيس زيلينسكي التزامه بالسلام، ويتعين على بوتين الآن أن يوافق على وقف إطلاق النار الكامل والفوري دون شروط”.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: “هجوم همجي أصبح أكثر وحشية عندما تجمع الناس سلمياً”، مضيفة:”إن هذا التصعيد الأخير هو بمثابة تذكير قاتم، روسيا لا تزال هي المعتدي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي”.
وتابعت: “هناك حاجة ماسة إلى اتخاذ تدابير حازمة لفرض وقف إطلاق النار، إذ ستواصل أوروبا التواصل مع شركائها ومواصلة الضغط القوي على روسيا حتى يتوقف سفك الدماء، ويتحقق سلام عادل ودائم، وفقاً لشروط أوكرانيا”. مؤكدة وقوف أوروبا إلى جانب أوكرانيا.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن “الهجمات ضد المدنيين محظورة بموجب القانون الدولي الإنساني، ويجب أن تتوقف فوراً أي اعتداءات من هذا النوع”، وجدد دعوته إلى “وقف دائم لإطلاق النار في أوكرانيا”.
ولم تعلق السلطات الروسية بعد على هذا الهجوم، إذ تنفي موسكو استهداف المدنيين في الحرب مع أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، السبت، إن “أوكرانيا شنت خمس هجمات على بنية تحتية للطاقة في روسيا خلال اليوم السابق، فيما وصفته بأنه انتهاك للاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لوقف مثل تلك الهجمات”.
موقف أميركا
وأعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في بيان عن تعازيه للضحايا، وقال إن الهجوم “تذكير مأساوي بسبب تخصيص الرئيس ترمب وإدارته كل هذا الوقت والجهد لإنهاء هذه الحرب”.
بدوره قال مبعوث ترمب إلى أوكرانيا كيث كيلوج، إن هذ الهجوم “الذي شنته القوات الروسية على أهداف مدنية في سومي، يتجاوز حدود الإنسانية”، مضيفاً أن “هناك العشرات من الضحايا والجرحى المدنيين، وبصفتي قائداً عسكرياً سابقاً، أفهم ما يعنيه الاستهداف، وهذا الأمر خاطئ تماماً، ولهذا السبب يعمل الرئيس ترمب بجد لوضع حدٍّ لهذه الحرب”.
وفي مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على شبكة CBS الأميركية، دعا زيلينسكي ترمب إلى زيارة أوكرانيا.
وقال في مقطع فيديو نشره البرنامج على وسائل التواصل: “من فضلك تعال لرؤية الناس، المدنيين، المقاتلين، المستشفيات، الكنائس، الأطفال، سواء كانوا مدمَّرين أو ضحايا”.
ومنذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض، عقد مسؤولون أميركيون جولات منفصلة من المحادثات مع مسؤولين من موسكو وكييف في السعودية، في محاولة للوصول إلى وقف لإطلاق النار أوكرانيا.
ووافقت أوكرانيا وروسيا على وقف الضربات على منشآت الطاقة في الجانبين الشهر الماضي، لكنهما يتبادلان الاتهامات بانتهاك الاتفاق.
وأجرى ويتكوف محادثات مع بوتين في سان بطرسبرج، الجمعة، بغية التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا، في وقت دعا فيه ترمب روسيا إلى اتخاذ خطوات في هذا الشأن.
