وصف خبراء ومحللون روس الهجوم الأوكراني الأخير، الذي استهدفت فيه طائرات مسيرة مواقع عسكرية في عمق روسيا، بأنه “بيرل هاربر روسيا”، في إشارة إلى الهجوم المفاجئ الذي شنّته اليابان على الأسطول الأميركي عام 1941، فيما رفض آخرون هذا التشبيه، مجادلين بأن الضرر الفعلي كان أقل بكثير مما ادعت أوكرانيا.

وذكرت “أسوشيتد برس” أن الهجوم الأوكراني المفاجئ بطائرات بدون طيار، والذي استهدف العديد من القواعد الجوية الروسية، التي تستضيف قاذفات استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية، كان “غير مسبوق في نطاقه وتطوره وللمرة الأولى وصل إلى سيبيريا في ضربة قوية للجيش الروسي”.

“بيرل هاربور” جديدة؟

كتب المدوّن الحربي الروسي، رومان أليجين، عبر “تيلجرام”: “نأمل أن يكون الرد مماثلاً للرد الأميركي على هجوم بيرل هاربور، أو حتى أشدّ وطأة”. وقارن الهجوم الأوكراني بالغارة اليابانية على قاعدة أميركية في هاواي عام 1941.

في 7 ديسمبر 1941، وبعد أشهر من التخطيط والتدريب، ضربت القوات اليابانية القاعدة البحرية الأميركية بالقرب من هونولولو بهاواي.

وأمطرت مئات الطائرات المقاتلة اليابانية أسطول المحيط الهادئ بالقنابل والرصاص والطوربيدات الجوية، وفقاً لموقع History.com.

ولم تكن المقارنات بين هجوم الطائرات الأوكرانية المسيّرة وهجوم “بيرل هاربور” عام 1941، التي روّج لها المدوّنون الموالون لروسيا، دقيقة تاريخياً، وفق موقع usatoday.

وأدى قصف اليابان للقاعدة البحرية الأميركية في هاواي في 7 ديسمبر 1941، والذي جرّ الولايات المتحدة إلى الحرب العالمية الثانية، لتدمير وإتلاف أكثر من 300 طائرة أميركية وسقوط أكثر من 2400 جندي.

فيما دمر هجوم الطائرات المسيرة الأوكرانية جزءاً ضئيلاً من هذا العدد من الطائرات. ولم تُبلغ السلطات المحلية عن أي وفيات أو إصابات، على الرغم من أن الهجوم أشعل حرائق في بعض المنازل السكنية وعطّل حركة المرور.

في الوقت نفسه، يُمثل التشابه بين هجمات أوكرانيا على روسيا وهجوم البحرية اليابانية على القاعدة الأميركية في هاواي عنصر المفاجأة. فقد فوجئت كل من روسيا والولايات المتحدة بالهجمات، على التوالي. كما أظهرت هذه الهجمات قوة خصومهما.

وأعلنت أوكرانيا أن أكثر من 40 قاذفة، أي ما يعادل ثلث أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية، تضررت أو دُمرت الأحد، بينما أكدت موسكو أن عدداً قليلاً فقط من الطائرات أُصيب. ولم يتسن التحقق من هذه الادعاءات المتضاربة بشكل مستقل، وأظهر مقطع فيديو للهجوم نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي إصابة قاذفتين فقط.

وبينما قارنه بعض المدونين العسكريين الروس بهجوم اليابان على القاعدة الأميركية في “بيرل هاربور” عام 1941، رفض آخرون هذا التشبيه، مجادلين بأن الضرر الفعلي كان أقل بكثير مما ادعت أوكرانيا.

قاذفات القنابل الروسية

لعقود، كانت القاذفات بعيدة المدى جزءاً من الثالوث النووي السوفيتي والروسي، الذي يشمل أيضاً صواريخ باليستية عابرة للقارات أرضية وغواصات تعمل بالطاقة النووية تحمل صواريخ باليستية عابرة للقارات. وقامت هذه القاذفات الاستراتيجية بدوريات منتظمة حول العالم، مستعرضةً القوة النووية لموسكو.

وطائرة Tupolev Tu-95، التي أطلق عليها حلف شمال الأطلسي اسم “الدب”، هي طائرة بأربعة محركات توربينية صُممت في خمسينيات القرن الماضي لمنافسة قاذفة القنابل الأميركية B-52. تتميز هذه الطائرة بمدى عابر للقارات، وتحمل 8 صواريخ كروز بعيدة المدى يمكن تزويدها برؤوس حربية تقليدية أو نووية.

قبل هجوم الأحد، قُدِّر أن روسيا تمتلك أسطولاً يضم حوالي 60 طائرة من هذا النوع.

كما تمتلك روسيا قاذفة قنابل Tupolev Tu-22M، تفوق سرعة الصوت بمحركين، صُممت في سبعينيات القرن الماضي، وأطلق عليها حلف شمال الأطلسي (الناتو) الاسم الرمزي “باكفاير”.

تتميز بمدى أقصر مقارنةً بـTu-95، ولكن خلال محادثات الحد من التسلح بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في السبعينيات، أصرت واشنطن على اعتبارها جزءاً من الترسانة النووية الاستراتيجية السوفيتية نظراً لقدرتها على الوصول إلى الولايات المتحدة إذا تزودت بالوقود أثناء الطيران.

بالإضافة إلى طائرة Tu-22M، التي تحمل صواريخ كروز من طراز Kh-22 التي تحلق بسرعة تفوق سرعة الصوت بثلاثة أضعاف. يعود تاريخها إلى سبعينيات القرن الماضي، عندما صممها الاتحاد السوفيتي لضرب حاملات الطائرات الأميركية.

وتتميز هذه الطائرة بقوة هائلة، بفضل سرعتها التي تفوق سرعة الصوت وقدرتها على حمل 630 كيلوجراماً (حوالي 1400 رطل) من المتفجرات، إلا أن نظام توجيهها القديم قد يجعلها غير دقيقة للغاية ضد الأهداف الأرضية، مما يزيد من احتمالية وقوع أضرار جانبية.

فُقدت بعض طائرات Tu-22M في هجمات أوكرانية سابقة، ويُقدر أن روسيا لديها ما بين 50 و60 طائرة Tu-22M3 في الخدمة قبل هجوم الأحد.

وتوقف إنتاج طائرتي Tu-95 وTu-22M بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، مما يعني أنه لا يمكن تعويض أي طائرة مفقودة.

شاركها.