قالت ثلاثة مصادر أمنية باكستانية، الثلاثاء، إن مسلحين هاجموا نقطة تفتيش أمنية في شمال غرب البلاد قرب الحدود مع أفغانستان، مما أسفر عن سقوط ستة جنود.
ويأتي الهجوم على منطقة كورام في الوقت الذي تسعى فيه باكستان وأفغانستان جاهدتين للحفاظ على هدنة هشة بعد أن أسفرت اشتباكات حدودية عن سقوط العشرات في أكتوبر، في أسوأ قتال بينهما منذ سيطرة طالبان على كابول عام 2021.
وتحمّل إسلام آباد المسؤولية عن تصاعد العنف في البلاد لمسلحين يستخدمون الأراضي الأفغانية للتخطيط لهجماتهم على قوات الأمن عبر الحدود. ومن جانبها تنفي كابول صحة هذه الاتهامات، وتقول إن أمن باكستان مشكلة داخلية.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم الذي ذكرت المصادر أنه وقع بين ليلة الاثنين وصباح الثلاثاء.
وتدور مناوشات حدودية متقطعة بين كابول وإسلام آباد، اللتين كانتا حليفتين في الماضي، منذ أكتوبر بما في ذلك إطلاق نار كثيف وقع يوم الجمعة، وأسفر عن سقوط خمسة أشخاص على الأقل.
وينشط في المناطق الحدودية الجبلية مسلحون من حركة طالبان الباكستانية الذين يخوضون حرباً ضد الدولة منذ ما يقرب من 20 عاماً. وتؤكد حركة طالبان في أفغانستان عدم وجود علاقة عملياتية بينهما.
“إطلاق نار غير مبرر”
وقال المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، إن القوات الباكستانية شنت هجمات في منطقة سبين بولداك بولاية قندهار، فيما اتهم متحدث باسم رئيس الوزراء الباكستاني القوات الأفغانية “بإطلاق نار غير مبرر” على امتداد منطقة شامان الحدودية.
فيما ذكر المتحدث باسم الحكومة الباكستانية مشرف زيدي، في بيان أن بلاده “لا تزال في حالة تأهب تام وملتزمة بضمان وحدة أراضيها وسلامة مواطنيها”.
وتقول إسلام آباد إن مسلحين متمركزين في أفغانستان نفذوا هجمات في باكستان في الآونة الأخيرة، شملت تفجيرات انتحارية شارك فيها مواطنون أفغان. وتنفي كابول هذه التهمة، مؤكدة أنها لا تتحمل مسؤولية الأمن داخل باكستان.
ويأتي تبادل إطلاق النار بعد اشتباكات حدودية بين البلدين، أكتوبر الماضي، أودت بحياة العشرات، قبل أن يوقع الجانبان، في الدوحة، على اتفاق لوقف الاشتباكات، لكن محادثات سلام في تركيا انهارت دون التوصل إلى اتفاق طويل الأمد، بسبب خلاف حول الجماعات المسلحة المعادية لباكستان التي تنشط داخل أفغانستان
