هدنة تجارية أم قنبلة موقوتة؟.. أوروبا وأمريكا تعلقان الرسوم الجمركية

قالت بروكسل اليوم الاثنين، إن الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على سلع أمريكية بقيمة 21 مليار يورو ستظل سارية حتى 14 يوليو تموز لإعطاء الوقت للمفاوضات مع واشنطن.

ـ أوروبا وأمريكا تعلقان الرسوم الجمركية

وتعرضت أوروبا لرسوم جمركية بنسبة 20 بالمئة كجزء من الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب في الثاني من أبريل/نيسان، قبل أن يعلق الإجراءات لمدة 90 يوماً في الأسبوع بعد ذلك.

ولإعطاء مساحة للمفاوضات، أوقف الاتحاد الأوروبي بدوره الأسبوع الماضي، تدابيره المضادة للرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة في السابق على الصلب والألمنيوم، وعلى قطاع السيارات ــ والتي لا تزال قائمة.

ومن جانبها، قالت المفوضية الأوروبية: إن توقف الاتحاد الأوروبي “سيدخل حيز التنفيذ قانونيا” اعتبارا من الثلاثاء.

وصل ماروس سيفكوفيتش، المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي، إلى واشنطن يوم الاثنين لإجراء محادثات مع نظرائه الأمريكيين على أمل التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء مهلة التسعين يوما.

وقال الاتحاد الأوروبي إنه لا يزال يستعد للرد على الرسوم البالغة 20 بالمئة، على الرغم من أن بروكسل أوضحت أنها تفضل تجنب الرد الانتقامي.

كما قالت المفوضية الأوروبية: إن “الاتحاد الأوروبي يعتبر الرسوم الجمركية الأمريكية غير مبررة ومدمرة، وتهدد بإلحاق ضرر اقتصادي بالجانبين، فضلاً عن الاقتصاد العالمي”.

وتباينت آراء الخبراء حول قرار تعليق الرسوم الجمركية الأوروبية على السلع الأمريكية، حيث اعتبره البعض خطوة إيجابية نحو تخفيف التوترات التجارية، بينما حذر آخرون من هشاشة هذه الهدنة المؤقتة.

وقال البعض: إن هذا التعليق يمثل فرصة لإجراء مفاوضات تجارية بناءة بين أوروبا والولايات المتحدة، ويهدف إلى تجنب حرب تجارية شاملة قد تضر بالاقتصاد العالمي، كما اعتبروا أن هذه الخطوة ستساهم في تخفيف الضغوط التضخمية التي يعاني منها المستهلكون والشركات في كلا الجانبين.

في المقابل، اعتبر بعض أن هذا تكتيك مؤقت من قبل الولايات المتحدة لكسب الوقت، دون نية حقيقية للتوصل إلى اتفاق دائم، وحذروا من أن هذه الهدنة هشة، وأن التوترات التجارية قد تتصاعد مرة أخرى في أي وقت، خاصة في ظل التغيرات السياسية المحتملة في الولايات المتحدة.

وفي خضم ذلك، شدد بعض الخبراء على ضرورة أن تستعد أوروبا لسيناريوهات مختلفة، بما في ذلك احتمال فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية جديدة في المستقبل.