شهدت الحدود بين تايلندا وكمبوديا، الثلاثاء، هدوءاً حذراً، رغم اشتباكات متقطعة واتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة ماليزية، بعد 5 أيام من القتال العنيف بين البلدين، والذي دفع نحو 300 ألف شخص إلى النزوح. 

وأعلن مسؤول تايلندي، الثلاثاء، أنه لا يزال الجيشان التايلندي والكمبودي بحاجة إلى الاتفاق على مكان إجراء محادثات بعد تأجيل المفاوضات بين بعض القادة، وذلك بعد اتهام الجانب التايلندي للقوات الكمبودية بشن هجمات متعددة في انتهاك لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في منتصف الليل.

وقال المتحدث باسم الحكومة التايلندية، جيرايو هوانجساب، للصحافيين، إن تايلندا ستخطر الولايات المتحدة والصين، اللتين شاركتا في مفاوضات وقف إطلاق النار، الاثنين، بالانتهاكات التي ارتكبتها كمبوديا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في منتصف الليل.

واجتمع زعيما تايلندا وكمبوديا في ماليزيا، الاثنين، واتفقا على وقف أعنف صراع بينهما منذ أكثر من عقد.

وبحسب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن في ماليزيا، كان من المقرر أن يعقد الجيشان محادثات الساعة السابعة صباح الثلاثاء، بعد وقف العنف عند منتصف الليل.

وقال متحدث باسم الجيش التايلندي لوكالة “رويترز”، إنه تم تأجيل اجتماع بين قادة جيشي البلدين، كان من المقرر عقده في الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي (03:00 بتوقيت جرينتش) الثلاثاء، مضيفاً أنه لم يتم تحديد موعد جديد للمحادثات حتى الآن.

هدوء بعد اشتباكات صغيرة

من جانبه، قال القائم بأعمال رئيس الوزراء التايلندي، بومتام ويتشاياتشاي، لصحافيين، إن الحدود التايلندية الكمبودية هادئة الآن بعد اشتباكات صغيرة بين جيشي البلدين في أعقاب بدء سريان وقف إطلاق النار.

وأضاف أن القادة العسكريين من كلا الجانبين سيجتمعون لإجراء محادثات، إذ تسعى الجارتان إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي وقت سابق، قال الجيش التايلندي في بيان، إن كمبوديا شنت هجمات على مواقع متعددة في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، منتهكة وقف إطلاق النار، وإن تايلندا ردت بشكل يتناسب مع الهجمات دفاعاً عن النفس.

فيما لم يرد المتحدث باسم وزارة الخارجية الكمبودية على طلب للتعليق.

وفي وقت سابق، قال نائب المتحدث باسم الجيش التايلندي، الكولونيل ريشا سوكسوانون: “لا تزال هناك جهود جارية للتفاوض بين الجانبين”.

اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة ماليزية

وفي خضم جهود دولية لتهدئة الصراع، عقد رئيس الوزراء الكمبودي، هون مانيه، والقائم بأعمال رئيس الوزراء التايلندي، بومتام ويتشاياتشاي، محادثات في ماليزيا، استضافها رئيس الوزراء أنور إبراهيم، الذي يترأس حالياً رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، حيث اتفقا على وقف الأعمال القتالية واستئناف الاتصالات المباشرة.

وقال أنور إبراهيم، في مستهل مؤتمر صحافي مشترك مع الزعيمين التايلندي والكمبودي، إنه سيكون هناك “وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط اعتباراً من منتصف الليل. وهذا الأمر نهائي”.

واقترح أنور إجراء محادثات لوقف إطلاق النار، كما عرضت الصين والولايات المتحدة المساعدة في المفاوضات.

واحتدم التوتر بين الجانبين منذ سقوط جندي كمبودي خلال مناوشات لم تستمر لوقت طويل في أواخر مايو الماضي.

ويتبادل البلدان الجاران في جنوب شرق آسيا الاتهامات بإشعال فتيل المواجهات، التي تصاعدت لقصف مدفعي كثيف وغارات جوية تايلندية على الحدود البرية الممتدة بطول 817 كيلومتراً.

شاركها.