نفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة، التكهنات بوجود خلاف بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والرئيس فلاديمير بوتين، بعد تقارير عن تهميش كبير الدبلوماسيين الروس إثر مكالمته التي وصفت بـ”الكارثية”، مع نظيره الأميركي ماركو روبيو أكتوبر الماضي، والتي ألغت واشنطن بعدها خطط قمة بودابست.

وقال بيسكوف، في مؤتمر صحافي يومي، إن مثل هذه التكهنات “لا تتوافق مع الواقع”، وإن لافروف مستمر في أداء مهامه وزيراً للخارجية.

وكانت تقارير قد قالت إن بوتين “همش” وزير خارجيته بعد أن ألقى عليه باللوم في “استفزاز” إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ما أدى إلى إلغاء خطط قمة “بودابست” التي كانت مقررة بين بوتين وترمب.

وأشارت التقارير إلى غياب لافروف عن الظهور علناً خلال الأيام الأخيرة، وعدم حضوره لقمم واجتماعات مهمة داخل روسيا، وفق ما نقلت صحيفة “موسكو تايمز” الروسية المستقلة الناطقة بالإنجليزية، والتي كانت تصدر في موسكو، قبل نقل مقرها إلى أمستردام في 2022، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وبعد مكالمتهما في 21 أكتوبر، تم إلغاء الاجتماع الذي كان مقرراً بين روبيو ولافروف، وقالت مصادر حينها إن الوزير الأميركي أوصى بعدم المضي قدماً في عقد القمة بسبب “تشدد الموقف الروسي”.

“مكالمة كارثية”

ويُعتقد أن لافروف أغضب روبيو خلال المكالمة التي أدت إلى تعليق خطط القمة بين ترمب وبوتين، رغم رغبة الرئيس الروسي في الحصول على مزيد من الدعم من واشنطن، وفق “موسكو تايمز”، وقناة روسية على “تليجرام”.

وزعم التقرير أن لافروف “رفض الانخراط في مسار للسلام، ما أدى إلى اتهامه من قبل بعض المسؤولين في الكرملين بتخريب المحادثات”.

وبعد وقت قصير من المكالمة الهاتفية، تعرضت روسيا لحزمة عقوبات أميركية واسعة النطاق قالت واشنطن إنها تهدف إلى دفع بوتين إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الحرب على أوكرانيا.

ويشغل لافروف منصب وزير الخارجية منذ 21 عاماً، لكنه كان “غائباً بشكل لافت” عن اجتماع مجلس الأمن الروسي هذا الأسبوع، كما تم استبعاده من رئاسة وفد بوتين في قمة مجموعة العشرين في جنوب إفريقيا.

ووفقاً لقناة تليجرام روسية تدعى Nezygar، فإن لافروف في حالة “إحباط واضحة”، و”فقد بوضوح ثقة بوتين”.

وقالت مصادر قناة “نيزيجار” إن “لافروف لم يكن مستعداً للحوار مع روبيو، وأجرى المكالمة بطريقة متوترة للغاية، رافضاً الانخراط في نقاش مع وزير الخارجية”، مضيفة أنه من المحتمل أن لافروف “التزم بتعليمات الكرملين بشكل حرفي للغاية”.

وأفاد مصدر مطلع على سير الأمور بوزارة الخارجية لقناة “نيزيجار” إن تسريب بعض ما جرى في المكالمة لصحيفة “فاينانشيال تايمز “، كان “مدبّراً ومؤلماً جداً للافروف، الذي قلّل بعد ذلك من نشاطه العلني”.

وتشير روايات أخرى إلى أن لافروف، الذي قال مؤخراً إنه لا يعاني من أي مشكلات صحية، كان يرغب منذ فترة للتقاعد، لكن بوتين رفض السماح له بذلك حتى الآن.

وكان آخر ظهور بارز للافروف الشهر الماضي، في اجتماع رفيع المستوى مع الرئيس الروسي، حين استضافا معاً وزيرة خارجية كوريا الشمالية شوي سون هوي في الكرملين.

شاركها.