في 12 يونيو، شنت إسرائيل “عملية الأسد الصاعد”، مهاجمةً منشأة التخصيب الرئيسية الإيرانية في نطنز وأجزاء من برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، مما أسفر عن مقتل العديد من العلماء النوويين الإيرانيين.

وفي أعقاب الهجوم، الذي أودى بحياة أكثر من 200 مدني إيراني، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابًا باللغة الإنجليزية إلى الشعب الإيراني، معربًا عن أمله في أن “تمهد العملية العسكرية الإسرائيلية الطريق أمامكم لتحقيق حريتكم”.

جاء هجوم إسرائيل على إيران قبل أيام قليلة من الجولة السادسة من المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية، والتي تركز على فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية على إيران.

لطالما عارضت إسرائيل أي اتفاق أمريكي مع إيران، متحديةً الاتفاق النووي الإيراني الأصلي عام ٢٠١٥، ومعارضةً بشدة المفاوضات الإيرانية الأمريكية الجارية منذ أبريل/نيسان. ولذلك، اعتبر الكثيرون شنّ هجوم في هذه المرحلة الحرجة محاولةً واضحةً لجر واشنطن إلى صراع مباشر مع طهران.

 

أدى استهداف إسرائيل المتكرر للبنية التحتية السياسية والعسكرية والطاقة لإيران على مدار الأيام الستة الماضية، بالتزامن مع توسلات نتنياهو للشعب الإيراني بانتزاع حريتهم “من النظام الدكتاتوري والقمعي” في طهران، إلى تكهن الكثيرين بأن تل أبيب تسعى أيضًا إلى تغيير النظام في إيران. ولا يزال من غير الواضح مدى انحياز واشنطن إلى الأهداف الإسرائيلية، سواء من حيث استخدام حل عسكري للقضية النووية الإيرانية أو مع احتمال تغيير النظام في طهران.

 

منذ 12 يونيو، تبنى المكتب البيضاوي مواقف متناقضة، مؤكدًا على استعداده للتحدث مع الإيرانيين، بينما صرح بأنه “فات الأوان” على طهران لمحاولة إبرام صفقة. وفي استمرار لهذه الرواية المزدوجة، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال في 18 يونيو مقالًا يفيد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “وافق على خطط الهجوم على إيران” لكنه كان يماطل في إصدار الأمر النهائي على أمل أن “تتخلى إيران عن برنامجها النووي”. ويُعتقد على نطاق واسع أن الهجوم الأمريكي الوشيك، إذا تحقق، سيستهدف منشأة فوردو النووية الإيرانية، مما يؤدي إلى تراجع كبير في البرنامج النووي الإيراني.

وفي اليوم نفسه، أفادت وكالة رويترز، نقلًا عن مصدر دبلوماسي ألماني، أن وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا سيجتمعون مع نظرائهم الإيرانيين في 20 يونيو/حزيران في جنيف، للحصول على ضمانات بأن إيران ستستخدم برنامجها النووي للأغراض المدنية فقط. وأكد المصدر أن المحادثات ستُعقد “بالتنسيق مع الولايات المتحدة”. وهذا يُعزز التقييم القائل بأن جميع السبل الدبلوماسية المتعلقة بالمسألة النووية الإيرانية لم تُستنفد بعد.

في حين انخرطت إيران وإسرائيل في سلسلة متكررة من الضربات المتبادلة منذ الهجوم الإسرائيلي في 12 يونيو/حزيران، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية استعداد طهران لإنهاء “أعمالها الانتقامية” إذا أوقفت إسرائيل هجماتها على الجمهورية الإسلامية. وبالمثل، قبل التصعيد الخطابي بين الولايات المتحدة وإيران، والذي شهد تهديد واشنطن باغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أعربت طهران أيضًا عن استعدادها لمواصلة المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، بغض النظر عن الهجوم الإسرائيلي على إيران.

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

شاركها.