وصلت، الأحد 9 من تشرين الثاني، ثلاث بواخر محمّلة بأكثر من 70 ألف طن من القمح، منها اثنتان منها من أوكرانيا، وواحدة قادمة من روسيا.
مسؤول في المؤسسة السورية للحبوب، تحفظ على نشر اسمه، قال ل، إنه لم يصدر أي قرار من الجهات الرسمية بمنع استيراد القمح الروسي.
وأضاف المصدر، “تعاقدنا مع تجار مختلفين، ولهم الخيار بمصدر القمح، وما يهمنا هو المواصفات ومطابقة معايير الشراء الفنية، بغض النظر إن كان مصدرها روسيًا أو أوكرانيًا أو بلغاريًا أو غيرها”.
رئيس قسم العمليات في مرفأ طرطوس، يوسف عرنوس، قال للوكالة السورية للأنباء (سانا)، إن عمليات تفريغ الحمولة بدأت بالفعل، وتُخزن كميات من القمح في صوامع المرفأ ويُنقل الباقي مباشرة عبر الشاحنات والقطارات بالتعاون مع مؤسسة الخطوط الحديدية السورية.
وأشار عرنوس إلى أن باخرة رابعة تنتظر تفريغ حمولتها البالغة 26 ألف طن، في حين يُتوقع وصول بواخر إضافية تحمل نحو 50 ألف طن خلال الأيام المقبلة، موضحًا أن المرفأ يوفّر التسهيلات والخدمات اللوجستية بالتنسيق مع الجهات المعنية.
على متن سفينة معاقَبة
في 21 من تشرين الأول الماضي، نشرت صحيفة “The Barents Observer” النرويجية المستقلة أن سفينة “S. Kuznetsov” غادرت ميناء أرخانغيلسك في 18 من تشرين الأول الماضي، وبعد ثلاثة أيام، وصلت سفينة الشحن إلى بحر النرويج. ووفقًا لمعلومات حركة السفن، كان من المقرر أن تصل إلى وجهتها في سوريا في 8 من تشرين الثاني، وهي السفينة التي وصلت الأحد 9 من تشرين الثاني، إلى ميناء طرطوس البحري، بحسب موقع “VesseLFinder” لتتبع السفن.
سفينة “S.KUZNETSOV” المعاقبة تصل إلى ميناء طرطوس – 9 تشرين الثاني (VesseLFinder)
وتخضع السفينة “S. Kuznetsov” للعقوبات الأمريكية، وبحسب موقع “WAR SANCTIONS” شاركت السفينة في كانون الثاني ونيسان 2024، في نقل حبوب مسروقة من ميناء بيرديانسك الأوكراني الواقع تحت سيطرة روسيا “مؤقتًا” في منطقة زابوريجيا، إلى مصر وتركيا.
وترتبط السفينة بشركة الشحن الشمالية الروسية (OJSC Northern Shipping Company) الخاضعة للعقوبات.
تقوم هذه الشركة، بحسب الموقع، بتقديم خدمات بموجب عقود دفاعية حكومية لنقل البضائع لمصلحة وزارة الدفاع الروسية، ومنذ عام 2014، أصبحت الشركة مشاركًا نشطًا في سلسلة لوجستية كبيرة لإنشاء البنية التحتية في القطب الشمالي بتكليف من وزارة الدفاع الروسية.
وفي أيار 2022، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على 27 سفينة تابعة لشركة الشحن الشمالية الروسية، بما في ذلك السفينة “S. KUZNETSOV”، وعلى الشركة نفسها، بسبب تورطها في قطاع اللوجستيات العسكرية للاتحاد الروسي، ونقل الدبابات والمعدات العسكرية الأخرى لمصلحة القوات المسلحة الروسية.
قانونية التعامل مع السفن المعاقَبة
فرضت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى عقوبات على روسيا بعد حربها على أوكرانيا في شباط 2022، شملت تلك العقوبات قطاعات عديدة أبرزها المصارف والتكنولوجيا والنفط.
الباحث والاستشاري في القانون الدولي محمد حربلية، قال ل إن التعامل، من حيث المبدأ، مع كيانات روسية معاقَبة من قبل الولايات المتحدة قد يعرض الجهات الأخرى المتعاملة معها لعقوبات مالية، وتجميد الأصول، وقيود على المعاملات التجارية للجهات المتعاملة مع روسيا.
إلا أن الأمر تقديري ويعود لما تقتضيه مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وكمثال على ذلك، لم توقف الإمارات تعاملاتها مع روسيا بعد فرض العقوبات الأمريكية، واستمرت في شراء النفط الروسي لمدة عشر أشهر خلال العام 2022، كما تابعت التعامل مع رجال الأعمال والشركات الروسية، وهي (الإمارات) أكبر مستورد للذهب الروسي.
وبالرغم من أن تلك التعاملات أزعجت الولايات المتحدة، فإنها لم تصل إلى درجة فرض عقوبات على الإمارات أشخاصًا أو كيانات، بحسب حربلية.
ويتابع حربلية في حديثه إلى، بخصوص عمليات استيراد سوريا للقمح الروسي على متن سفن روسية خاضعة للعقوبات، فهنا يؤخذ بعين الاعتبار أن المادة محل التعامل هي القمح، وليست مصنفة ضمن المواد المشمولة بالعقوبات الأمريكية، بل هو من المواد الغذائية الإنسانية، وغالبًا ما يتم استثناؤها من العقوبات، وبالتالي فإن استيراد سوريا للقمح الروسي لا يعرضها للعقوبات الامريكية.
استئناف استيراد القمح من روسيا
الصحفية في مشروع “SeaKrime” الذي يتتبع الشحن غير القانوني لروسيا، كاترينا ياريسكو، نشرت عبر حسابها في “إكس” أن روسيا استأنفت شحنات الحبوب إلى سوريا من شبه جزيرة القرم.
وذكرت ياريسكو، في 17 من آب الماضي، أن روسيا نفذت ثالث شحنة خلال شهر واحد، وتبحر سفينة الشحن Damas Wave (المسجلة تحت علم جزر القمر والاسم السابق Golden Yara) بشكل منتظم بين ميناء فيودوسيا في القرم وميناء طرطوس السوري.
وقد غادرت السفينة ميناء القرم في 15 أو 16 من آب الماضي متجهة إلى سوريا محملة بالحبوب، وتتولى شركة تركية إدارة شؤون السفينة الأمنية، بحسب ياريسكو.

تاريخ ووجهة انطلاق السفينة الروسية نحو سوريا – 17 آب 2025 (كاترينا ياريسكو/ إكس)
شحنة في نيسان
سلمت روسيا دفعة من القمح إلى سوريا في 26 من نيسان الماضي، لأول مرة بعد سقوط النظام السوري السابق، عبر ميناء اللاذقية السوري.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية (تاس) حينها عن تاجر كان ينظم إمدادات الحبوب الروسية إلى سوريا في عهد النظام السابق أن سفينة “بولا مارينا” نقلت 6600 طن من القمح إلى ميناء اللاذقية السوري.
التاجر الذي لم تسمّه الوكالة، قال إن شركة روسية هي من نظّمت عملية التسليم.
وأضاف أن الشركة “لم تكن منخرطة سابقًا” في توريد الحبوب الروسية إلى سوريا، وقال حينها، “لا يوجد أي حديث عن استئناف إمدادات الحبوب المنتظمة من روسيا إلى سوريا حاليًا”، معتبرًا أن عملية النقل هذه كانت “استثنائية”.
وفي 13 من كانون الأول 2024، أي بعد أيام من سقوط الأسد، علقت روسيا تصدير القمح إلى سوريا حتى إشعار آخر، بسبب “عدم اليقين بشأن السلطة الجديدة”، ولتأخير سداد المستحقات المالية السابقة.
وكانت شركة “STG Engineering” الروسية أوقفت تصدير القمح إلى سوريا، لكنها أبدت استعدادها لاستئناف التصدير بعد التواصل مع حكومة دمشق الجديدة.
وقال المدير العام للشركة، ديمتري تريفونوف، لوكالة “تاس” الروسية، في 30 من كانون الأول 2024، إن الشركة أوقفت التصدير إلى سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد المخلوع، لكنها مستعدة لاستئنافها بعد إقامة اتصالات مع السلطات الجديدة.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي
