منذ عام 2016 يتداول مستخدمو وسائل التواصل منشورًا يدعي أن مسند الرأس في السيارة صمم ليكون قابلًا للفك وحادًا حتى يتمكن السائق او الراكب من كسر الزجاج في حالات الطوارئ مثل الحرائق او الغرق. 

كان المنشور يحمل نبرة تحذير مبالغًا فيها ويحث الناس على مشاركة المعلومة باعتبارها سرًا لا يعرفه الكثيرون، ما ساعد في انتشارها عالميًا.

الحقيقة ان أصل هذه الفكرة يعود الى فقرة في برنامج مسابقات ياباني من عام 2012، ثم تبناها البعض كـ “نصيحة نجاة” رغم غياب اي دليل تقني او هندسي يدعمها.

تفنيد الشائعة بالأدلة والوثائق

فريق التحقق في موقع سـنوبس عاد الى براءة الاختراع الخاصة بمساند الرأس في السيارات وراجع المواصفات القياسية التي تعتمدها هيئة السلامة المرورية الامريكية NHTSA. 

أكدت كل المراجع القانونية والهندسية أن مسند الرأس صمم فقط لتقليل إصابات الرقبة في الحوادث وليس ليكون اداة لتهشيم الزجاج.

المعايير الفنية الخاصة بزجاج السيارات كذلك لا تتضمن أي نص يعلل أن يكون الزجاج “قابلًا للكسر بسهولة من الداخل”، بل إن الزجاج الجانبي في أغلب السيارات الحديثة معالج بطبقة تمنحه صلابة عالية.

لتوضيح الواقع بعيدًا عن النظريات، أجرى الملازم رايان ميسون من إدارة الإطفاء في كورال سبرينج بفلوريدا تجربة عملية. 

دخل سيارة مغلقة، خلع مسند الرأس، وبدأ يضرب النافذة الجانبية بقوة. 

احتاج إلى 8 ضربات عنيفة حتى انكسرت النافذة في النهاية، رغم أنه رجل مدرب ويتمتع ببنية قوية.

يوضح الفيديو المتداول لتجربته أن العملية ليست سهلة إطلاق، وأن الاعتماد عليها في لحظة طوارئ قد يكون مضللًا بل وخطيرًا.

لماذا الاعتماد على هذه الخدعة قد يكون مميتًا؟

قد يتمكن بعض الأشخاص من تهشيم الزجاج باستخدام مسند الرأس، لكن ذلك ليس حتميًا ولا مضمونًا. 

تظهر الخطورة في حالات الغرق تحديدًا، حين يصبح ضغط الماء على الابواب والزجاج أعلى، ويصعب كسر النافذة حتى بادوات أقوى من مسند الرأس.

الاعتقاد الخاطئ بقدرة مسند الرأس على إنقاذك قد يمنعك من شراء أداة كسر الزجاج المتخصصة، وهي اداة صغيرة ورخيصة وفعالة. 

الاعتماد على خدعة غير مؤكدة بدلًا من أدوات السلامة الحقيقية قد يؤدي إلى فقدان الثواني التي تنقذ حياة الانسان في حادث طارئ.

المصدر: صدى البلد

شاركها.