اخر الاخبار

هل يدفع مزارعو أميركا ثمن الحرب التجارية مع الصين؟

تمثل الصين الوجهة الرئيسية للعديد من المنتجات الزراعية الأميركية، على غرار العديد من أنواع الحبوب، ولكن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الصين، ورد بكين بإجراءات مماثلة، قد يضطر المزارعين الأميركيين، الذين يعتبرون قاعدة انتخابية قوية لترمب، إلى تكبد خسائر فادحة.

وبينما علق ترمب الرسوم الجمركية التي فرضها على كل دول العالم، قرر رفعها على واردات السلع الصينية إلى 145%، وهو ما ردت عليه بكين بإجراء مماثل واستهدفت الواردات الأميركية برسوم نسبتها 125% بعدما كانت فرضت 10% في مارس الماضي، متعهدة بـ”القتال حتى النهاية” إذا استمر الرئيس الأميركي في تصعيد الحرب التجارية.

 وسلطت شبكة CNN الأميركية الضوء على أكبر واردات الصين من الولايات المتحدة، أبرزها فول الصويا.

وأمام الرسوم الجمركية الصينية المرتفعة، قد يضطر المزارعون الأميركيون لتكبد خسائر فادحة، بعدما كانوا قد قدموا خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، دعماً منقطع النظير لترمب ليضمن الفوز أمام المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.

رغم الصراع المحتدم بين أكبر قويتين اقتصاديتين في العالم، فإن البلدين يرتبطان بشكل وثيق من حيث التبادلات التجارية. لكن كفة الميزان التجاري تميل لصالح الصين التي تبيع للولايات المتحدة أكثر بثلاث مرات مما تشتريه، مما يخلق عجزاً تتجاوز قيمته 300 مليار دولار لفائدة بكين، وهذه هي الفجوة التي يريد ترمب سدها عبر إجراءاته الأخيرة.

ماذا تعني رسوم ترمب على الصين للمزارعين الأميركيين؟

تشتري الصين بشكل رئيسي المنتجات الزراعية من الولايات المتحدة، بما في ذلك فول الصويا والبذور الزيتية والحبوب. وقد تأثرت واردات فول الصويا، الذي يُستخدم في الغالب كعلف للحيوانات، بشدة خلال ولاية ترمب الأولى، عندما انخرط البلدان في حرب تجارية.

في ذلك الوقت، سعت الصين إلى تنويع مصادر وارداتها وبحثت عن دول أخرى لاستيراد المنتجات الزراعية. ومن المتوقع أن تفعل ذلك مرة أخرى بعد فرض رسوم جمركية بنسبة 125% على جميع الواردات الأميركية، وهي خطوة يتوقع المحللون أن تجعل واردات الصين من السلع الزراعية الأميركية، مثل فول الصويا، تقترب من الصفر.

حالياً، تخضع صادرات فول الصويا الأميركية إلى الصين لرسوم جمركية إجمالية بنسبة 135%. تتمثل في رسوم جمركية بنسبة 10% فُرضت على بعض المنتجات الزراعية في مارس الماضي، بالإضافة إلى الرسوم التي أُعلن عنها يوم الجمعة (125%).

خسر القطاع الزراعي الأميركي حوالي 27 مليار دولار خلال الحرب التجارية عام 2018، 71% منها مرتبطة بفول الصويا، وفقاً لبيانات الجمعية الأميركية لفول الصويا، ولا يزال المزارعون يعانون من تداعياتها إلى اليوم.

ويعيش الكثير من المزارعين ممن تأثروا بالرسوم الجمركية حينها، في ولايات صوّتت لترمب في انتخابات 2024، حيث صوتت ولاية إلينوي ومينيسوتا فقط، لصالح نائبة الرئيس السابقة.

هل تستطيع البرازيل تلبية الطلب الصيني؟

خلال الحرب التجارية الأولى بين الولايات المتحدة والصين، برزت البرازيل، أكبر مُصدّر لفول الصويا في العالم، كمستفيدة من هذا الصراع. ومنذ عام 2010، شهدت صادرات فول الصويا البرازيلية إلى الصين نمواً بنسبة تزيد عن 280%، في حين ظلت الصادرات الأميركية ثابتة.

وكانت الولايات المتحدة المصدر الرئيسي لفول الصويا بالنسبة للصين، وهو نوع من البقوليات يُستخدم أساساً كعلف للماشية، ويُستخدم أيضاً في الأغذية المصنعة. بعد الحرب التجارية عام 2018، زادت الصين وارداتها من البرازيل، أكبر منتج لفول الصويا في العالم.

وفي نوفمبر الماضي، قام شي بزيارة دولة إلى البرازيل، بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين. في عام 2024، أصبحت الصين الوجهة الرئيسية لفول الصويا البرازيلي، إذ تستحوذ على أكثر من 73% من إجمالي صادرات البلاد.

ومع توقعات بارتفاع الإنتاج، من المتوقع أن يصل محصول فول الصويا البرازيلي إلى مستويات قياسية هذا العام، وقد تزيد الصين وارداتها من البرازيل ودول أخرى في أميركا الجنوبية، مثل الأرجنتين، التي تُعدّ حالياً ثالث أكبر منتج لفول الصويا في العالم بعد البرازيل والولايات المتحدة.

وتشهد العلاقات التجارية بين الصين والبرازيل نمواً متزايداً، إذ وقّع البلدان ما يقرب من 40 اتفاقية ثنائية لتوسيع وتعزيز العلاقات التجارية العام الماضي. وتُعدّ الصين أكبر شريك تجاري للبرازيل منذ عام 2009، بينما تحتل البرازيل المرتبة الحادية عشرة من حيث الأهمية للصين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *