ورد سؤال إلى د. عطية لاشين عضو لجنة الفتوى بالأزهر عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك يقول صاحبه: هل يشترط لصحة صلاة الجمعة أن تكون الخطبة باللغة العربية؟
وأجاب د. لاشين قائلا: إن المسألة محل بحث فقهي قديم، موضحًا أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم التي نزل بها الوحي، مستشهدًا بقول الله تعالى: “إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون”، وقوله سبحانه: “بلسان عربي مبين”، وأن قراءة القرآن تعبّدًا لا تكون إلا بالعربية، لما لها من مكانة وخصوصية شرعية.
وأوضح عضو لجنة الفتوى أن الحكم يختلف باختلاف حال المصلين؛ فإذا كانت الخطبة تُلقى بين قوم يتحدثون العربية ويحسنونها، فقد اتفق العلماء على ضرورة أن تكون الخطبة باللغة العربية، لأنها بحسب رأي جمهور الفقهاء من العبادات التي يُشترط فيها اللفظ العربي.
وأضاف أن جمهور العلماء، ومنهم الشافعية، قرروا اشتراط العربية في الخطبة قياسًا على الفاتحة والتشهد وتكبيرة الإحرام، حيث لا يجوز أداؤها بغير العربية، مستدلين بقول النبي ﷺ: “صلوا كما رأيتموني أصلي”.
وأشار د. لاشين إلى أن مذهب الأحناف يذهب إلى عدم اشتراط العربية في خطبة الجمعة إذا كان المخاطَبون من غير الناطقين بالعربية، وهو ما أيده مجمع الفقه الإسلامي الذي انتهى إلى أن الخطبة في البلاد غير الناطقة بالعربية تصح بغير العربية، على ألا تُهمل العربية تمامًا.
وأكد أن المجمع أوصى بأن تُلقى مقدمة الخطبة والآيات والأدعية والصلاة على النبي ﷺ باللغة العربية، ثم تُترجم بعدها مباشرة أو بعد انتهاء صلاة الجمعة، وذلك لتعويد غير العرب على سماع لغة القرآن وتسهيل تعلمها.
وفي ختام رده، شدد د. لاشين على أهمية الجمع بين صحة العبادة وبين تبليغ الناس وفهمهم لمقاصد الخطبة، مع الحفاظ على قدسية اللغة العربية في أركانها الأساسية.
المصدر: صدى البلد
