هل يلتقي الرئيس الأمريكي بالمرشد الإيراني؟.. ترامب يجيب

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه مستعد للقاء الرئيس الإيراني، مسعود بزيشكيان، أو المرشد علي خامنئي.
وقال في إطار إجابته على سؤال حول استعداده للقاء أعضاء القيادة العليا في إيران بعد بدء المفاوضات المباشرة بين البلدين “بالطبع”.
جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي، فيما تجري بلاده مفاوضات مع الجانب الإيراني حول الملف النووي.
ولم يستبعد ترامب في مقابلة مع مجلة التايم نشرت، اليوم الجمعة، أن تدعم بلاده إسرائيل في أي صراع عسكري محتمل مع طهران، رغم قوله إن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يجره إلى الحرب”. وشدد على أنه يفضل الاتفاق مع طهران على خوض حرب معها.
وقبل الجولة الثالثة المرتقبة من المفاوضات النووية بين أمريكا وإيران، كشف مصدران مطلعان أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أبلغ ويتكوف أنه بالنظر إلى الطبيعة التقنية التفصيلية لأي اتفاق نووي، سيكون من الصعب جدا إكمال المفاوضات في غضون 60 يومًا.
ووفقا لما نقل موقع “أكسيوس”، قال عراقجي لمبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف خلال المحادثات النووية يوم السبت إنه قد لا يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق نووي نهائي وفقا للجدول الزمني الذي اقترحه الرئيس ترامب وسأل عما إذا كان ينبغي للأطراف التفاوض أولا على اتفاق مؤقت.
ووفقا للمصادر أبلغ ويتكوف عراقجي أنه لا يريد مناقشة اتفاق مؤقت في الوقت الحالي. وبدلًا من ذلك، يريد التركيز على التوصل إلى اتفاق شامل في غضون 60 يومًا.
وأضافت المصادر أن عراقجي وويتكوف عقدا محادثات غير مباشرة في روما، توسط فيها وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، كما التقيا بشكل مباشر.
وصرح مسؤول أمريكي رفيع المستوى بأن ويتكوف وعراقجي “حققا تقدما جيدا للغاية” خلال محادثات روما.
وأوضح عراقجي أمس الأربعاء، خلال زيارته لبكين، بأن إيران والولايات المتحدة توصلتا إلى تفاهم أفضل حول مبادئ اتفاق محتمل، وأن هناك الآن “فرصة لإحراز تقدم”.
كما أفادت وزارة الخارجية العُمانية في بيان عقب المحادثات بأن الطرفين اتفقا على “الدخول في المرحلة التالية” من المفاوضات.
ووفقا للبيان العُماني، اتفقت إيران والولايات المتحدة على العمل على “اتفاق عادل ودائم وملزم يضمن خلو إيران تمامًا من الأسلحة النووية والعقوبات، ويحافظ على قدرتها على تطوير الطاقة النووية السلمية”.
وكانت طهران قد نددت يوم الاربعاء بالعقوبات الأمريكية التي استهدفت شبكتها النفطية، والتي جاءت قبل محادثات نووية جديدة من المقرر عقدها مطلع الأسبوع المقبل بين البلدين.
ووصفت طهران، الخطوة الأمريكية بأنّها علامة على ما قالت إنه “النهج العدائي” لواشنطن، قبل جولة ثالثة من المحادثات النووية غير المباشرة حول برنامج طهران النووي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي في بيان، إن سياسة واشنطن القاضية بفرض عقوبات “على الشعب الإيراني” تشكّل “تناقضًا واضحًا مع مطالبة الولايات المتحدة بالحوار والتفاوض وتشير إلى افتقار أميركا إلى النية الحسنة والجدية في هذا الصدد”، حسب تعبيره.
وكانت طهران قد جددت على لسان وزير خارجيتها، عباس عراقجي، التأكيد على تمسكها بالحلول الدبلوماسية.
وأكد وزير الخارجية، عباس عراقجي، أن الطريق الدبلوماسي مفتوح، على الرغم من أن طهران مستعدة لكل الخيارات.
أضاف عراقجي الذي يقود وفد بلاده في المحادثات مع الجانب الأمريكي في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”، إن طهران أثبتت في السابق أنها لا ترضخ للغة القوّة والضغوط، بل تواجه التهديدات.
وأضاف قائلا: “ربّما حاول الأمريكيون مرّةً أخرى اختبار عزمنا وإرادتنا، لكن أعتقد أنّهم رأوا نتيجة اختبارهم بأمّ أعينهم”.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني، أن “الإدارة الأمريكية الجديدة، فرضت سياسة الضغوط القصوى، فيما اتخذت التهديدات العسكرية شكلًا جديدًا، بل إنّ القوات الأمريكية أعادت تموضعها العسكري حول بلادنا، لكن إيران لم تتراجع عن أيٍّ من مواقفها العادلة”.
كما استبعد أن تنفذ التهديدات العسكرية عمليًا، معتبرا أن العالم والأمريكيين باتوا يعرفون أنّ إيران تحسن الدفاع عن نفسها”.
وبعد أربع ساعات من المناقشات في روما، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية العُمانية طبقًا لما ذكرته الخارجية العمانية أن الاجتماعات التي عقدت في روما بين وزير خارجية إيران الدكتور عباس عراقجي، والمبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف، عبر وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أسفرت عن توافق الأطراف للانتقال إلى المرحلة التالية من المباحثات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق منصفٍ دائمٍ ومُلزِم يضمن خلوَّ إيران بالكامل من الأسلحة النووية، ورفع العقوبات بالكامل عنها، والحفاظ على حقِّها في تطوير الطاقة النووية للأغراض السِّلمية.
وكان التلفزيون الرسمي الإيراني قد أفاد، انتهاء المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، التي جرت اليوم السبت في العاصمة الايطالية روما.
وبعد انتهاء المحادثات، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، السبت، إن المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية غير المباشرة، كانت بناءة، معلنا موعد الجولة القادمة.
وأوضح عراقجي عقب انتهاء المفاوضات التي عقدت في روما أن ” المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة كانت بناءة ونتطلع إلى المستقبل”.
وتابع: “الجولة المقبلة من المحادثات النووية ستعقد السبت المقبل”.
وبدأت اليوم السبت المحادثات بين طهران وواشنطن في العاصمة الايطالية روما يخصوص البرنامج النووي الإيراني، بعد أسبوع من جولة أولى وصفها الجانبان بالبناءة.
يشارك في المحادثات كل من، وزير الخارجية الإيراني عراقجي، يرافقه كل من مساعديه السياسيين القانونيين، مجيد تخت روانجي وكاظم غريب آبادي، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بوساطة من سلطنة عُمان.
ويعتبر هذا الاجتماع هو ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ أن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واشنطن من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018.
ويتولى وزير خارجية سلطنة عمان، بدر البوسعيدي، كما في الجولة الأولى، “مهمة نقل الرسائل بين الوفدين الإيراني والأمريكي.
وتوجّه عراقجي والوفد المرافق له، وكذلك المبعوث الأمريكي، صباح اليوم السبت، إلى موقع المحادثات في روما، وسط أجواء أمنية مشددة وحضور محدود من الصحفيين أمام سفارة سلطنة عُمان في روما، مكان انعقاد المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
وقبل انطلاق المفاوضات قال وزير الخارجية الإيراني، أن بلاده تتمسك بـ “المسار الدبلوماسي وسجلّها الطويل في التفاعل مع الدول الأخرى بشأن الملف النووي”، مؤكدًا على ضرورة “استغلال جميع الأطراف لهذه الفرصة للتوصل إلى تفاهم منطقي ومعقول، يكفل حقوق إيران المشروعة ويؤدي إلى رفع العقوبات الجائرة وغير القانونية، ويُسهم في إزالة الشكوك المتعلقة ببرنامج إيران النووي السلمي من خلال إجراءات بناء الثقة الطوعية”. وشدّد عراقجي مرة أخرى على “الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني”، وعلى رفض طهران لـ “أسلحة الدمار الشامل”.
وقال عراقجي وهو أحد مهندسي الاتفاق النووي لعام 2015، الجمعة، إن إيران “لاحظت قدرا من الجدية” لدى الأميركيين خلال الجولة الأولى، لكنه شكك في نواياهم.
وقال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو “رغم أن لدينا شكوكا جدية بشأن نيات الجانب الأميركي ودوافعه، سنشارك في مفاوضات الغد على أي حال”.
وأكد عراقجي أن حق إيران في تخصيب اليورانيوم “غير قابل للتفاوض”، وذلك بعد أن دعا ويتكوف إلى وقف التخصيب الكامل. وكان ويتكوف قد اكتفى في تصريح سابق بمطالبة إيران بالعودة إلى سقف التخصيب المحدد في اتفاق عام 2015.
وقال المرشد الإيراني آية الله خامنئي الثلاثاء إن الإيرانيين يجب ألا يعلقوا آمالهم على التقدم في المفاوضات التي “قد تسفر أو لا تسفر عن نتائج”.
كما أعلن مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، السبت، أن ثمة “تناقضات كبيرة في مواقف أمريكا تجاه المفاوضات”. مضيفا: أن “أمريكا رفعت سقف مطالبها بشكل كبير ومفاجئ بعد الجولة الأولى”.
وقال علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي خامنئي، إن الوفد المفاوض في روما يتمتع بصلاحيات كاملة للتوصل لاتفاق شامل، مشددًا بالقول: “نريد اتفاقا نوويا شاملا يرتكز على ضمانات ومبادئ الجدية”.
وقال إن طهران تهدف إلى اتفاق يرفع العقوبات و”ليس نموذج ليبيا كما تريد إسرائيل”، حسب تعبيره، مضيفا: “لن يكون هناك اتفاق مع أمريكا إلا بوقف التهديدات واحتواء إسرائيل”، مشددًا على أن الوفد ذهب إلى روما من أجل اتفاق متوازن وليس الاستسلام.
واستأنف ترامب سياسة “الضغوط القصوى” عبر فرض عقوبات على إيران، وبعث في مارس (آذار) رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي يدعو فيها إلى عقد محادثات نووية، مهددًا بتنفيذ عمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية.
وقال ترامب الخميس “لست في عجلة من أمري” للجوء إلى الخيار العسكري، مضيفا “أعتقد أن إيران ترغب في الحوار”.
وفي مقابلة نشرتها الأربعاء صحيفة “لوموند الفرنسية”، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إن إيران “ليست بعيدة” عن امتلاك قنبلة نووية.
وقال غروسي الذي أجرى محادثات مع مسؤولين إيرانيين خلال زيارة لطهران هذا الأسبوع، إن الولايات المتحدة وإيران “في مرحلة حاسمة” في المحادثات و”لا نملك إلا مهلة قصيرة” للتوصل إلى اتفاق.
وحضّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس الجمعة، الدول الأوروبية على اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستفعّل “آلية الزناد” التي من شأنها أن تعيد فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائيا على خلفية عدم امتثالها للاتفاق النووي.
وخلال فترة ولاية ترامب الأولى، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
والتزمت طهران بالاتفاق لمدة عام بعد انسحاب ترامب، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجيًا.
وتخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهو أعلى بكثير من حد 3.67% المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري.
وقل انطلاق المفاوضات في روما اليوم، قال مسئول إسرائيلي، أن تل أبيب لا تستبعد توجيه ضربة محدودة لإيران لتعطيل برنامجها النووي.
كما قال مسئول أمريكي، يجب أن تقدم إيران معلومات تفصيلية عن أنشطتها النووية للوكالة الدولية.
كما أكدت إسرائيل حليفة الولايات المتحدة الجمعة التزامها الثابت بمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، قائلة إن لديها “مسار تحرك واضحا” لمنع ذلك.
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن بعيد ثورة إيران عام 1979، وتأتي الجهود الدبلوماسية الأخيرة بعد أن اعتبر ترامب الملف النووي الإيراني أولوية عقب عودته إلى الرئاسة في يناير (كانون الثاني).