أرسلت ألمانيا إشارات متضاربة بشأن احتمال اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته إلى المجر، الخميس، وسط تباين في المواقف بين المستشارية ووزارة الخارجية.
وتعدّ هذه الزيارة الأولى لنتنياهو إلى دولة أوروبية منذ أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه، إلى جانب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.
في هذا السياق، أعلنت المجر أنها لن تعتقل نتنياهو، وقررت الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية، متهمة إياها بإصدار قرارات “مسيسة”.
أما في ألمانيا، فقد جاءت المواقف متباينة، إذ استبعد المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس تنفيذ مذكرة الاعتقال إذا زار نتنياهو بلاده، قائلاً خلال مؤتمر صحفي في برلين عقب لقائه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني: “عبرنا عن موقفنا بوضوح في هذا الشأن، ولا أتصور أن يتم تنفيذ الاعتقال في ألمانيا”. وكانت الحكومة الألمانية قد أكدت سابقاً أنها ستجري مراجعة قانونية دقيقة قبل اتخاذ أي إجراء في حال زيارة نتنياهو.
في المقابل، أبدى فريدريش ميرتس، المرشح الأبرز لمنصب المستشار وزعيم الحزب المسيحي الديمقراطي، موقفاً أكثر وضوحاً بعد فوزه في الانتخابات نهاية فبراير، حيث صرح بأن “من غير المتصور ألا يتمكن رئيس وزراء إسرائيل المنتخب ديمقراطياً من زيارة ألمانيا”، مشدداً على ضرورة إيجاد حلول قانونية تتيح لبرلين استقباله. ووفقاً لمكتب نتنياهو، فقد تلقى دعوة رسمية من ميرتس لزيارة ألمانيا بعد تهنئته بالفوز.
لكن الموقف الألماني لم يكن موحداً، إذ انتقدت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك رفض رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان تنفيذ مذكرة المحكمة الجنائية الدولية. وقالت، على هامش اجتماع وزراء خارجية الناتو في بروكسل، إن هذا “يوم سيئ للقانون الجنائي الدولي”، مؤكدة أن القواعد الأوروبية تُطبق على جميع دول الاتحاد، وأنه “لا أحد فوق القانون في أوروبا”.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية
