هولندا: الاقتراب من تشكيل حكومة يمينية.. ما تأثيراتها
أعلن السياسي الهولندي اليميني، خيرت فيلدرز، اقترابه من تشكيل حكومة جديدة في هولندا، عقب محادثات استمرت لـ16 ساعة.
وقال فيلدرز للصحفيين اليوم، الأربعاء 15 من أيار، إنه توصل اتفاق بشأن الأمور المالية في الحكومة، مع الأحزاب السياسية المشاركة في ائتلافه الحكومي.
وأضاف أنه متفائل بقرب تشكيل الحكومة الجديدة بعد مفاوضات طويلة.
موقع “AD” الهولندي قال إنه وبعد جلسة ماراثونية بدا قادة الأحزاب راضين وأصبحت معالم الاتفاق أكثر وضوحًا.
ونقل مراسله عن فيلدرز قوله إن هناك بعض العمل الذي يجب القيام به، ولكن كل شيء سينتهي بشكل جيد.
وتشمل مفاوضات الأحزاب وفق الموقع، ملفات اللجوء وبناء المساكن والضمان الاجتماعي.
وكالة “رويترز” قالت إن الاتفاق من شأنه أن يكمل التعاون بين أحزاب “من أجل الحرية” وحزب “يمين الوسط” ومجلس الأمن القومي الوسطي، وحزب “المزارعين”
ويصل أعداد مقاعد الائتلاف 88 مقعدًا من أصل 150 مقعد.
وأضافت أن الإعلان لم يشمل أي تفاصيل، ولكن من المتوقع أن تفرض الحكومة الهولندية سياسات أكثر صرامة فيما يتعلق بالهجرة.
تأثيرات محتملة على اللاجئين والهجرة
عرف خيرت فيلدرز كأحد أبرز السياسيين الأوروبيين المناهضين للاجئين والهجرة.
وسيؤدي تشكيل حكومة يمينية في هولندا إلى تأثيرات على اللاجئين فيها.
وجاء في تحليل نشره مركز “الهجرة والسياسة والمجتمع، التابع لجامعة “أوكسفورد” في 4 من كانون الأول 2023، فإن احتمال تنفيذ السياسات المتعلقة بالهجرة، والتي يقترحها فيلدرز، يعتمد بشكل مباشر على تشكيل الائتلاف الحاكم، وبالتالي تحقيق أجزاء من أجندة السياسي الهولندي.
وتشمل الأجندة وفق التحليل، معارضة النفوذ الإسلامي داخل هولندا وحظر المدارس الإسلامية والمساجد، وتقديم نصاريح عمل بشكل حصري لمواطني دول الاتحاد الأوروبي.
فيما يرى موقع “داتش نيوز” الهولندي، أنه من الممكن للحكومة المقبلة أن تقيد الهجرة من غير طالبي اللجوء من دول الاتحاد الأوروبي، هو ما سيمنع الأشخاص من القدوم للعمل في البلاد.
كيف وصل فيلدرز إلى الحكومة؟
وفي تشرين الثاني 2023، تصدر الحزب اليميني الهولندي المتطرف، “من أجل الحرية”، والذي يقوده فيلدرز، الانتخابات البرلمانية في هولندا.
وعلى رأس برنامجه الانتخابي إغلاق الحدود أمام اللاجئين وتغيير سياسة الهجرة التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة.
وحصل حزب فيلدرز في نتائج الانتخابات، على 37 مقعدًا، وحل تحالف اليسار بزعامة، فرانس تيمرمانز، في المرتبة الثانية بـ25 مقعدًا، بينما حصد حزب يمين الوسط، 24 مقعدًا.
ودعا برنامج فيلدرز الانتخابي إلى إجراء استفتاء على خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي، ووقف اللجوء ومنع المدارس الإسلامية والمصاحف والمساجد، على الرغم من أنه تعهد بعدم انتهاك القوانين الهولندية أو دستور البلاد الذي يكرس حرية التعبير والدين، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس“.
لأسباب متعلقة بدعم إسرائيل، وخطوة نقل سفارة بلاده إلى القدس، أطلق على فيلدرز لقب “ترامب الهولندي“، علمًا أنه تفوّق على الرئيس الأمريكي السابق بإبداء توجهه المتطرف، سواء المعادي لسياسات الهجرة، أو كرهه مجموعات أخرى من الناس.
هولندا.. اليمين يتصدر الانتخابات متكئًا على سياسة الهجرة
وعاش فيلدرز لأكثر من عقد من الزمن تحت الحماية على مدار الساعة وفي منازل آمنة مجهولة، بعد تلقيه تهديدات بالقتل بسبب آرائه المعادية للإسلام، وشعوب أخرى، إذ سبق ووجه إهانة للجالية المغربية التي تقيم في هولندا.
وتعتبر هولندا دولة ديمقراطية برلمانية وملكية دستورية، يمثلها رئيس الوزراء بمثابة رئيس الحكومة، والملك بمثابة رئيس الدولة.
وتقع السلطة التنفيذية في البلاد على عاتق الوزراء في البلاد.
ولتشكيل حكومة أغلبية في هولندا، يجب على حزب سياسي واحد، أو مجموعة أحزاب متحالفة، جمع 76 مقعدًا على الأقل في مجلس النواب، من أصل 150 مقعدًا هم عدد المقاعد الكلي في المجلس.
ويتوجب على الأحزاب السياسية إنشاء تحالف، أو ائتلاف من مجموعة أحزاب ممن يملكون تمثيلًا في مجلس النواب، ليتمكنوا من تمرير قراراتهم من تحت قبة المجلس، حيث يجري التصويت على القرارات عادة.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي