اخر الاخبار

واشنطن: التوصل لسلام بين روسيا وأوكرانيا بات أقرب من أي وقت

قال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، الأحد، إن التوصل إلى سلام بين روسيا وأوكرانيا بات أقرب من أي وقت مضى، مشيراً إلى المحادثات التي تستضيفها السعودية بين الفرق الفنية الأوكرانية والروسية والأميركية.

وأضاف والتز في تصريحات لشبكة CBS الإخبارية، أن التطور سيتمثل في تطبيق وقف إطلاق النار على البنية التحتية الذي دخل حيز التنفيذ فور اتصال الرئيس دونالد ترمب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع، موضحاً أن الحديث يجري الآن عن وقف إطلاق نار بحري في البحر الأسود، ليتمكن الجانبان من نقل الوقود والحبوب وبدء التجارة من جديدة في المنطقة.

وتابع: “بعدها سنتحدث عن الخطوط الأمامية للقتال. وهذا يشمل تفاصيل التحقق، والآليات، وحفظ السلام، وتثبيت الحدود عند نقاطها. ثم بالطبع، سلام دائم أوسع نطاقاً، والذي سيشهد تفاوضاً بشأن مسألة الأراضي مقابل السلام الدائم، وهو ما يتحدث عنه الأوكرانيون كضمانات أمنية”.

وذكر مستشار الأمن القومي الأميركي أن ترمب تحدث مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن تبادل الأسرى، ما أفضى إلى تبادل الطرفين لما يقرب من 200 أسير بعد الاتصالات مباشرة.

وزاد: “كما تحدث الرئيس ترمب أيضاً عن مستقبل هؤلاء الأطفال الذين أخذتهم روسيا من أوكرانيا في بداية الحرب، وهو نوع من إجراءات بناء الثقة”.

واعتبر والتز أن الولايات المتحدة تطبق فعلياً رؤية ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا والتي دافع عنها خلال حملته الانتخابية، وتابع قائلاً: “كنا في حالة جمود لا نهاية لها هنا، والآن لدينا كلا الجانبين في نفس المكان للتفاوض”.

وأشار إلى أنه قبل بضعة أشهر فقط، لم يكن أحد يتحدث عن كيفية انتهاء هذه الحرب، “وعلينا أن نسأل أنفسنا، كيف سيبدو الوضع بعد عام من الآن، أو عامين، أو 3 أعوام من الآن”.

وفي وقت سابق الأحد قال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إنه يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب في السلام، مضيفاً أن ترمب أجرى مكالمتين هاتفيتين مع بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي، وأن النقاش تركز فيهما على تحقيق “سلام دائم”.

وفي موسكو، ذكر الكرملين عبر مقطع مصور نشره التلفزيون الرسمي الأحد، أن بوتين وترمب ربما تواصلا خلال الأشهر القليلة الماضية مرات أخرى بخلاف المكالمتين الهاتفيتين المعلنتين.

وقال ترمب مراراً إنه يريد إنهاء الصراع المستمر منذ 3 سنوات في أوكرانيا، وحذر من مخاطر تصاعده إلى حرب عالمية بين الولايات المتحدة وروسيا. ويقول ترمب إنه يريد أن يتذكره الناس باعتباره صانعاً للسلام.

ولم يعلن حتى الآن سوى عن مكالمتين بين بوتين وترامب هذا العام في 12 فبراير، و18 مارس، لكن هناك تكهنات بأنهما تواصلا مرات أخرى، بالإضافة إلى تقارير تفيد بأنهما تحدثا قبل انتخاب ترمب العام الماضي.

محادثات جدة

تستضيف مدينة جدة السعودية جولة مباحثات أميركية روسية، وأخرى أميركية أوكرانية منفصلة، بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، ينتظر خلالها مناقشة آليات الهدنة الجزئية المقترحة لمدة 30 يوماً، وتركز على وقف الهجمات على منشآت الطاقة بين البلدين، وضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود، وحماية البنية التحتية المدنية وتخفيف معاناة السكان في مناطق النزاع.

وينتظر أن تعقد المحادثات بين الأطراف على مستوى تقني الأحد، على أن تعقد على مستوى رسمي، الاثنين.

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن خبراء من بلاده سيحضرون المحادثات، معرباً عن أمله في أن تؤدي الجولات القادمة إلى “وقف دائم للأعمال القتاليّة”.

وتأتي هذه المباحثات بعد جولة أولى من المباحثات الأميركية الروسية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض في فبراير الماضي، بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف، وتناولت المباحثات عدة قضايا تتجاوز الأزمة الأوكرانية.

كما استضافت جدة في 11 مارس مباحثات أميركية أوكرانية بمشاركة روبيو، ومستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، ووزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا ومدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك ووزير الدفاع رستم عمروف، بعد الاجتماع العاصف بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض في 28 فبراير.

واتفقت موسكو وواشنطن خلال محادثات الرياض التي وصفت بـ”الناجحة” و”الإيجابية”، على 4 مبادئ أساسية تشمل: “الإسراع بتعيين السفراء وبدء المشاورات على مستوى نواب وزراء الخارجية لإزالة القيود على أنشطة البعثات الدبلوماسية في البلدين”، و”تعيين واشنطن لفريق رفيع المستوى للمساعدة للعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا”، إلى جانب إقامة حوار للاتفاق على سبل استئناف التعاون في المجال الاقتصادي، بما في ذلك الطاقة والفضاء وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك.

كما اتفقت واشنطن مع كييف عقب جولة المباحثات في جدة، على هدنة لمدنة 30 يوماً “إذا وافقت روسيا”، ولكن، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحفظ على الاقتراح، وعرض هدنة لمدة 30 يوماً، لا تتم خلالها مهاجمة منشآت الطاقة، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترمب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *