اخر الاخبار

واشنطن تبدي استعدادها لـ”مفاوضات تجارية” مع الاتحاد الأوروبي

أبدت الولايات المتحدة استعدادها للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي، بشأن التعريفات الجمركية، بعدما توصّلت إلى اتفاق مع الصين لخفض الرسوم على سلع بعضهما البعض، في اختراق مفاجئ أدى إلى تهدئة حرب تجارية قاسية، ودعم الأسواق العالمية.

وبعثت واشنطن رسالة إلى المفوضية الأوروبية، في أول إشارة على استعدادها للتفاوض مع الاتحاد في حربهما التجارية، وفق ما ذكره أربعة دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي لمجلة “بوليتيكو”.

وتُعد هذه الخطوة، التي صدرت هذا الأسبوع، أول تفاعل إيجابي ملموس من إدارة ترمب منذ أن أوقف الجانبان موجة الرسوم الجمركية الانتقامية. وقال الدبلوماسيون الأوروبيون، إن الرسالة جاءت رداً على قائمة من التنازلات المحتملة، التي أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده لتقديمها بشكل سري.

وقال مسؤولون إن الاتحاد الأوروبي، يبحث عن اتفاق يُخفّض الرسوم الجمركية بدرجة أكبر من الاتفاقيات مع بريطانيا أو الصين.

تنازلات محتملة

وفرض الرئيس ترمب، سلسلة من الرسوم الجمركية على قطاعات مُصنّعة للسيارات والصلب والألومنيوم في أوروبا. في الثاني من أبريل الماضي، وأعلن زيادة حادة في الرسوم الجمركية على جميع الواردات من أوروبا، لكنه خفّضها بعد أسبوع إلى 10% لمدة 90 يوماً لإتاحة المجال للمفاوضات.

وبسبب إحباطها من عدم التزام إدارة ترمب، طرحت بروكسل أيضاً تعريفات جمركية انتقامية على سلع أمريكية بقيمة 95 مليار يورو، وتجري الآن مشاورات مع دول الاتحاد الأوروبي وشركاته بشأنها.

وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين لـ”بوليتيكو”: “تكمن المشكلة في غياب التوجيه من الجانب الأميركي، الذي لطالما طالب بعرض من الاتحاد الأوروبي للتفاوض”.

وذكرت “بوليتيكو”، أن الرسالة تأتي بعد أن عرضت المفوضية الأوروبية، الأسبوع الماضي، قائمة من التنازلات المحتملة، بما في ذلك تخفيف القيود التنظيمية وبذل جهود مشتركة للحد من السلع الصينية في السوق المشتركة.

وقال نائب وزير الاقتصاد البولندي، ميشال بارانوفسكي، الخميس، إن المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، تسير بوتيرة سريعة، لكن الاتحاد يُفضّل التوصل إلى اتفاق تجاري جيد على التوصل إلى اتفاق سريع.

وأضاف بارانوفسكي، الذي يرأس اجتماعاً لمسؤولي التجارة في الاتحاد الأوروبي: “نشهد بعض التهدئة من الجانب الأميركي”. وأضاف: “هذه علامة جيدة على أن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي تسير بثبات”.

وفي حديثه للصحافيين قبل الاجتماع، قال مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش، إنه أجرى مكالمة بناءة مع وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك الأربعاء، وقال: “هدفنا هو حل التحديات المباشرة، ولكن أيضاً تمهيد الطريق لتعاون أعمق”.

وتفاوضت الولايات المتحدة على اتفاقية إطارية مع بريطانيا، وكذلك على تخفيض الزيادات في الرسوم الجمركية التي أُعلن عنها سابقاً مع الصين.

وقال بارانوفسكي، إن الاتفاق مع الصين سيكون مفيداً للاتحاد الأوروبي، الذي عبّر عن قلقه من أن يُخفّض المصدرون الصينيون أسعارهم لإيجاد مشترين جدد يحلون محل أولئك الذين فقدوهم في الولايات المتحدة نتيجة للرسوم الجمركية المرتفعة للغاية.

وأضاف: “لا أعتقد أن هذا هو مستوى الطموح الذي ستكون أوروبا سعيدة به”. وأشار المسؤول البولندي إلى أن الاتحاد الأوروبي في اليوم 37 من فترة التوقف التي تبلغ 90 يوماً، “لديه الوقت” لتأمين الاتفاق الشامل الذي يسعى إليه. 

وقال بارانوفسكي: “لسنا بحاجة إلى اتفاق سريع، بل إلى اتفاق جيد. وكذلك أميركا. لديها الوقت”.

وإذا لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق بحلول مطلع يوليو، فسيتم تطبيق تعريفة جمركية أعلى بنسبة 20%، في سعي ترمب لتسوية العجز التجاري عبر الأطلسي، والذي يُلقي باللوم فيه بالكامل على الاتحاد الأوروبي.

وحتى الآن، فشل مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي، ماروش شيفتشوفيتش، في تحقيق تقدم في ثلاث جولات من المحادثات المباشرة مع مسؤولين مثل وزير التجارة هوارد لوتنيك والممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير. وقد أثار ذلك مخاوف في بروكسل من أن الاتحاد قد يتأخر في إبرام صفقة تجارية مع الولايات المتحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *