في مشهد بدا أقرب إلى التمثيل منه إلى السياسة، أبدت واشنطن صدمتها من استهداف كنيسة في غزة، رغم أنها الممول الأبرز للآلة العسكرية الإسرائيلية. الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعرب عن “حزنه” من مشاهد القصف، في مفارقة أثارت الكثير من علامات الاستفهام، خصوصًا أنه أحد أبرز من دعم العمليات العسكرية وأمّن الغطاء السياسي لها خلال سنوات حكمه.

بين تظاهرات الحزن وتصريحات الندم، تحاول الإدارة الأميركية النأي بنفسها عن حليفها المقرّب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تجاوز وفقًا للخطاب الإعلامي الأميركي الحالي حدود “المقبول دوليًا”. لكن هذا التبرؤ المفاجئ لا يخفى على أحد، في ظل استمرار الدعم العسكري واللوجستي الممنوح لتل أبيب، وحاملات الطائرات التي لا تزال ترسو في المياه القريبة.

هل فاجأهم القصف فعلًا؟ أم أن الكاميرات والضغط الدولي هما ما دفعاهم لتغيير نبرة الخطاب؟
في الوقت الذي تتكدّس فيه جثث الضحايا، وتنهار غزة تحت نيران القصف، يبقى السؤال الأهم: من يحاسب من؟ وأين تقف المسؤولية الأخلاقية والسياسية؟

شاركها.