قال المعهد الأميركي في تايوان، وهو بمثابة السفارة الأميركية الفعلية في تايبيه، إن الصين “تُحرّفُ” بشكل متعمد وثائق من حقبة الحرب العالمية الثانية للضغط على تايوان وعزلها، نظراً لأن تلك الاتفاقيات لم تُحدّد الوضع السياسي النهائي للجزيرة.

وشهدت الذكرى الثمانون لنهاية الحرب، نزاعاً مريراً بين تايبيه وبكين حول معناها التاريخي الأوسع وأهميتها في الزمن الراهن.

وتقول حكومة بكين، إن وثائق مثل “إعلان القاهرة” و”إعلان بوتسدام” تدعم مزاعمها القانونية بالسيادة على الجزيرة، إذ تنص صياغتها على “إعادة” تايوان إلى الحكم الصيني، حيث كانت تايوان مستعمرة يابانية آنذاك.

وكانت الحكومة الصينية آنذاك هي جمهورية الصين، التي فرت إلى تايوان عام 1949 بعد خسارتها الحرب مع الزعيم الشيوعي، ماو تسي تونج.

ويظل اسم جمهورية الصين هو الاسم الرسمي لتايوان، وتقول حكومتها إنه لم يُذكر اسم جمهورية الصين الشعبية التي أسسها ماو في أي من اتفاقيات الحرب العالمية الثانية لأنها لم تكن موجودة آنذاك، وبالتالي، لا يحق لبكين المطالبة بتايوان الآن.

وقال المعهد الأميركي في تايوان في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني إلى “رويترز”، الاثنين: “تتعمد الصين تحريف وثائق من حقبة الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك إعلان القاهرة، وإعلان بوتسدام، ومعاهدة سان فرانسيسكو، في محاولة لدعم حملتها القسرية لإخضاع تايوان”.

وأضاف: “روايات بكين زائفة بكل بساطة، ولم تُحدد أيٌّ من هذه الوثائق الوضع السياسي النهائي لتايوان”.

ووقعت اليابان معاهدة سان فرانسيسكو للسلام في عام 1951، متخليةً عن مطالباتها بتايوان، على الرغم من أن سيادة الجزيرة لم تُحسم فيها. وتقول بكين إن المعاهدة “غير قانونية وباطلة” نظراً لعدم كونها طرفاً فيها.

وأنهت الولايات المتحدة، علاقاتها الرسمية مع تايبيه في عام 1979، عندما اعترفت ببكين، لكنها لا تزال أهم داعم دولي للجزيرة.

وتتبع واشنطن “سياسة صين واحدة”، التي بموجبها لا تتخذ أي موقف رسمي بشأن سيادة تايوان، وتكتفي بالاعتراف بموقف الصين في هذا الشأن.

وأضاف المعهد الأميركي في تايوان أن “الروايات القانونية الزائفة جزء من حملة بكين الأوسع نطاقاً لعزل تايوان عن المجتمع الدولي وتقييد الخيارات السيادية للدول الأخرى فيما يتعلق بتفاعلاتها مع تايوان”.

ولم ترد وزارة الخارجية الصينية فوراً على طلب للتعليق، بينما عبّر وزير خارجية تايوان، لين تشيا لونج، عن شكره لبيان البعثة الأميركية.

وقال لين في بيان، إن “بلدنا وجمهورية الصين الشعبية ليسا تابعين لبعضهما البعض، وليس لجمهورية الصين الشعبية الحق في تمثيل تايوان في المجتمع الدولي”.

شاركها.