حذّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأربعاء، من أن تحرّك الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) باتجاه ضم الضفة الغربية، من شأنه أن يهدد خطة الرئيس دونالد ترمب للسلام في قطاع غزة، بعد نحو أسبوعين من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”.

وقال روبيو في تصريحات للصحافيين في قاعدة “أندروز” المشتركة بولاية ماريلاند، قبل أن يغادر إلى إسرائيل: “لقد أقروا التصويت في الكنيست، لكن الرئيس (ترمب) أوضح أن هذا ليس أمراً سنكون داعمين له في الوقت الراهن”. 

وأضاف روبيو: “نعتقد أن هناك إمكانية (أن يكون ذلك) مهدداً لاتفاق السلام”.

ووافق البرلمان الإسرائيلي مبدئياً، الأربعاء، على مشروع قانون يهدف لفرض القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية المحتلة، وهو إجراء يعد بمثابة ضم أراضٍ تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، ويطالب بها الفلسطينيون لإقامة الدولة الفلسطينية.

وهذا التصويت هو الأول من بين أربعة إجراءات تصويت لازمة لإقرار القانون، وجاء بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إلى إسرائيل.

والشهر الماضي، تعهد الرئيس الأميركي بأنه لن يسمح بهذه الخطوة، التي تواجه معارضة عربية واسعة.

وتابع روبيو: “إنها (إسرائيل) دولة ديمقراطية، والناس سيصوّتون وسيتخذون هذه المواقف، ولكن في هذا الوقت نعتقد… أن ذلك قد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية”.

واتهم وزير الخارجية الأميركي، حركة “حماس” بـ”قمع” الفلسطينيين”، قائلاً إنه “أمر مروع”، في إشارة إلى المواجهات بين مقاتلي الحركة وعناصر مسلحة في القطاع، عقب وقف إطلاق النار.

وبشأن نشر قوات دولية في قطاع غزة عقب انتهاء الحرب، أشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن “دولاً من خارج الشرق الأوسط (لم يسمها) مستعدة للمساهمة في قوة دولية من أجل القطاع”.

دعم “خطة ترمب”

ويصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إلى إسرائيل، في وقت لاحق، ضمن جولة آسيوية، لـ”دعم التنفيذ الناجح لخطة الرئيس ترمب الشاملة لإنهاء الصراع في غزة، التي حظيت بدعم دولي غير مسبوق”، حسبما أشارت الخارجية الأميركية في بيان. 

وأضافت الخارجية الأميركية، أن روبيو سيؤكد خلال زيارته “التزام أميركا الثابت بأمن إسرائيل، وسيتواصل مع الشركاء للبناء على الزخم التاريخي نحو السلام الدائم والتكامل في الشرق الأوسط”.

وأشارت الوزارة إلى أن روبيو سيسافر بعد ذلك إلى ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية في الفترة من 26 إلى 30 أكتوبر، لـ”تعزيز السلام والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ويشمل ذلك قمم رابطة أمم جنوب شرق آسيا، والاجتماعات ذات الصلة، وأسبوع القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC)”.

تفاؤل أميركي بشأن اتفاق غزة 

وعبر نائب الرئيس الأميركي خلال زيارة للقدس، الأربعاء، عن تفاؤله إزاء صمود وقف إطلاق النار. وكان قد ذكر، الثلاثاء، أن خطة ترمب لوقف إطلاق النار تسير بشكل أفضل من المتوقع. 

وقال فانس وهو يقف إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “لم أقل أبداً إن الأمر سهل لكني متفائل بأن وقف إطلاق النار سيصمد وبأننا نستطيع بالفعل بناء مستقبل أفضل في الشرق الأوسط بأكمله”.

وأضاف فانس: “أمامنا مهمة بالغة الصعوبة، وهي نزع سلاح حماس، وإعادة بناء غزة لتحسين حياة سكانها، وضمان ألا تُشكل حماس تهديداً لأصدقائنا في إسرائيل”.

فيما أشار نتنياهو إلى أنهما ناقشا تصورات “اليوم التالي” لإنهاء الحرب على غزة، وهو ما تضمن الأطراف التي يمكنها إرساء الأمن في القطاع الذي مزقته الحرب على مدى عامين.

وفانس واحد من عدة مسؤولين أميركيين كبار زاروا إسرائيل منذ خطاب ترمب في الكنيست الإسرائيلي الأسبوع الماضي، وإعلانه انتهاء حرب غزة.

وقال مسؤول أميركي كبير، إن زيارتي فانس وروبيو، إلى جانب زيارة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وصهر ترمب جاريد كوشنر هذا الأسبوع، تهدف إلى الحفاظ على زخم وقف إطلاق النار.

“وقف هش” لإطلاق النار

مع استمرار وقف إطلاق النار لمدة 12 يوماً، يتحوّل التركيز إلى المرحلة الثانية من خطة ترمب بشأن غزة. وتتطلب هذه المرحلة نزع سلاح حركة “حماس”، وتنص على تشكيل لجنة فلسطينية بإشراف دولي لإدارة القطاع، مع نشر قوة دولية تدعم أفراد الشرطة الفلسطينية بعد إخضاعهم للفحص والتدقيق الأمني.

وتقاوم “حماس” الضغوط لنزع سلاحها، قائلة إنها مستعدة لتسليم أسلحتها للدولة الفلسطينية المستقبلية.

وأعقب وقف إطلاق النار، الإفراج عما تبقى من الرهائن الإسرائيليين الأحياء المحتجزين في قطاع غزة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، وإطلاق سراح نحو 2000 أسير فلسطيني لدى إسرائيل.

كما أفرجت “حماس” عن جثامين 15 من أصل 28 متوفين ممن احتجزتهم في عام 2023. وقال فانس إن بعض الجثث المتبقية مدفونة تحت الأنقاض، مشيراً إلى أن الأمر سيستغرق “بعض الوقت” لانتشالها، وحث على الصبر.

لكن وقف إطلاق النار ظل هشاً مع وقوع بعض أعمال العنف وتبادل اتهامات بشأن وتيرة إعادة جثث الرهائن وإدخال المساعدات وفتح الحدود.

وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة، إن القوات الإسرائيلية في القطاع، قتلت فلسطينياً في مدينة غزة، وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن الجيش يتحرى بشأن ما ورد في هذا الصدد.

ووفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 88 فلسطينياً، منذ بدء وقف إطلاق النار، ولقي أيضاً جنديان إسرائيليان مصرعهما في مواجهات مع مقاتلين فلسطينيين في جنوب غزة، في مطلع الأسبوع الجاري.

شاركها.