واشنطن تدرس السماح للإمارات بشراء مليون شريحة متطورة إنفيديا

تدرس إدارة الرئيس دونالد ترمب إبرام صفقة مع الإمارات تسمح لها باستيراد أكثر من مليون رقاقة متطورة من شركة Nvidia، وهي كمية تتجاوز الحدود المسموح بها بموجب لوائح رقائق الذكاء الاصطناعي في عهد جو بايدن، والتي أثارت مخاوف من وصول هذه التقنية إلى الصين.
وقالت مصادر مطلعة لـ”بلومبرغ”، إن الصفقة، التي لا تزال قيد التفاوض وقابلة للتغيير، ستسمح للإمارات باستيراد 500 ألف رقاقة من أحدث الرقاقات في السوق سنوياً من الآن وحتى عام 2027.
وسيتم تخصيص خُمس هذه الكمية لشركة الذكاء الاصطناعي G42 الإماراتية في أبو ظبي، بينما سيذهب الباقي إلى شركات أميركية تبني مراكز بيانات في الدولة الخليجية، وإحدى هذه الشركات قد تكون OpenAI، التي قد تعلن عن سعة جديدة لمراكز البيانات في الإمارات هذا الأسبوع.
وأوضحت المصادر، أنه على مدار مدة الصفقة الأوسع، يُمكن لشركة G42 شراء قدرات حوسبة تعادل ما بين مليون ومليون ونصف مليون شريحة H100، وهي أفضل عروض Nvidia الحالية.
ويزيد هذا الإجمالي بنحو أربعة أضعاف عما كان سيُسمح لشركة G42 بشرائه بموجب إطار عمل مراقبة تصدير الرقائق في عهد بايدن، والمعروف باسم “توزيع الذكاء الاصطناعي”، والذي يعتزم ترمب إلغاؤه. ويعادل هذا العدد عدد الرقائق اللازمة لتشغيل مركز بيانات Meta Platforms، المخطط له في لويزيانا.
تحول في النهج الأميركي
وبشكل عام، حال مضي الولايات المتحدة في الصفقة بشكلها الحالي، فسيُمثل ذلك تحولاً جذرياً في سياسة الولايات المتحدة تجاه تطوير الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، إذ لطالما أبدى المسؤولون الأميركيون حذراً من علاقات المسؤولين الحكوميين والشركات الخاصة ببكين.
وفرضت الولايات المتحدة قيوداً على مبيعات الرقائق المتقدمة للصين منذ عام 2022، في محاولة لمنع بكين من تحقيق مكاسب في مجال الذكاء الاصطناعي قد تُفيد جيشها، وبعد عام واحد، وسّعت واشنطن نطاق هذه القواعد لتشمل دولاً، منها الإمارات، بسبب مخاوف من إمكانية وصول الصين إلى الرقائق المتطورة عبر وسطاء.
ومن غير الواضح ما هي شروط الأمن القومي التي سيطبقها مسؤولو ترمب على مبيعات الرقائق إلى الإمارات، لكن في عهد بايدن، وافقت شركة G42 على سحب استثماراتها من شركة “هواوي تكنولوجيز” الصينية لتمهيد الطريق لشراكة بقيمة 1.5 مليار دولار مع شركة “مايكروسوفت”، تشمل مراكز بيانات في الدولة الخليجية.
لكن بعض مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية، شككوا في أن G42 ستنفصل تماماً عن الصين، رغم تأكيدات الإمارات المتكررة بأنها ستلتزم بشروط الصفقة.
وبدأ الرئيس دونالد ترمب، الثلاثاء، جولة في الشرق الأوسط شملت زيارة السعودية، وبعدها سيتوجه إلى قطر ثم الإمارات، كما تستعد الإدارة الأميركية للإعلان عن صفقة ستسمح للسعودية بالوصول إلى أشباه الموصلات المتقدمة، ما يمهد الطريق لزيادة سعة مراكز البيانات.
وأكدت المصادر أن الإعلان عن الصفقة قد يتم خلال زيارة ترمب إلى الإمارات، لكنها لا تزال قيد المداولات. ويُعدّ ديفيد ساكس، مستشار البيت الأبيض لشؤون الذكاء الاصطناعي، محور المحادثات مع الإمارات، حيث أمضى عدة أيام في البلاد قبل زيارة ترمب.