تخطط الولايات المتحدة لبناء منشأة لصيانة القوارب في موقع تابع للبحرية الفلبينية بالقرب من بحر الصين الجنوبي، في خطوة تبرز تحركات واشنطن لتعزيز تحالفها الدفاعي مع مانيلا، لمواجهة نفوذ بكين في الممر المائي المتنازع عليه، وفق “بلومبرغ”.
وقالت سفارة واشنطن في مانيلا في بيان، الأربعاء، إن قيادة النظم الهندسية للمنشآت البحرية الأميركية أصدرت الأسبوع الماضي طلباً عاماً لتصميم وبناء المنشأة الجديدة في خليج أويستر في مقاطعة بالاوان غربي الفلبين.
وستُستخدم المنشأة المزمع إنشاؤها لإصلاح وصيانة العديد من المراكب المائية العسكرية الفلبينية الصغيرة، وستتضمن غرفتين داخليتين لتخزين المعدات أو لعقد المؤتمرات، وفقاً للبيان.
“ليست قاعدة عسكرية”
وأضافت السفارة أن “منشأة صيانة القوارب ليست قاعدة عسكرية”، مشيرة إلى أن الحكومة الفلبينية وافقت عليها وفقاً للوائح المحلية.
ويُظهر المشروع تعزيز التحالف الدفاعي بين الولايات المتحدة والفلبين في عهد الرئيس فرديناند ماركوس جونيور، في مواجهة النفوذ الصيني في بحر الصين الجنوبي.
وفي عهد ماركوس، تمكنت الولايات المتحدة من توسيع نطاق وصولها إلى القواعد العسكرية الفلبينية، ونشر معدات عسكرية وأسلحة في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، لكن العلاقات المتنامية بين البلدين أثارت غضب بكين، التي تطالب بكامل السيادة الممر المائي.
حليف رئيسي لواشنطن
وترتبط واشنطن باتفاقية دفاع مشترك مع مانيلا، وأعلنت مراراً التزامها “الصارم” الدفاع عن الفلبين ضد أي هجوم مسلح في بحر الصين الجنوبي، لكن التوترات بين بكين ومانيلا اللتين تؤكدان مطالبهما الإقليمية، بلغت مستويات غير مسبوقة منذ سنوات، ويعود السبب إلى سلسلة حوادث منذ نهاية عام 2023 قرب شعاب مرجانية متنازع عليها في البحر الجنوبي.
والاثنين، قالت وزيرة الشؤون الخارجية الفلبينية تريزا لازارو، إن الفلبين ستظل متمسكة بموقفها بشأن قرار التحكيم الصادر عام 2016، الذي قضى بعدم وجود أي أساس قانوني لمطالبات الصين الشاملة في بحر الصين الجنوبي، مشيرة إلى أن الفلبين لديها خطوط اتصال “قوية” مع الصين.
وتقول الصين إنها صاحبة السيادة على كامل بحر الصين الجنوبي تقريباً، الذي تمر منه تجارة دولية تتجاوز قيمتها 3 تريليونات دولار سنوياً، ونشرت أسطولاً من سفن خفر السواحل لحماية ما تعتبره أراضيها، فيما تدحض الفلبين وتايوان وماليزيا وإندونيسيا وفيتنام وبروناي هذه الادعاءات.
وقالت محكمة تحكيم دولية في عام 2016 إن ما تقوله بكين عن السيادة لا أساس له بموجب القانون الدولي، ومنحت انتصاراً تاريخياً للفلبين التي أقامت الدعوى.
ودفع هذا التوتر العديد من السياسيين في الفلبين، بما في ذلك الرئيس فرديناند ماركوس جونيور، إلى التقرب من الولايات المتحدة.